" صفحة رقم ٦١٨ "
( سورة نوح ـ عليه السلام ـ )
مكية، وهي ثمان وعشرون آية ( نزلت بعد النحل )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ ياقَوْمِ إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (
نوح :( ١ ) إنا أرسلنا نوحا.....
) أَنْ أَنذِرِ ( أصله : بأن أنذر، فخذف الجار وأوصل الفعل : وهي أن الناصبة للفعل، والمعنى : أرسلناه بأن قلنا له أنذر، أي : أرسلناه بالأمر بالإنظار. ويجوز أن تكون مفسرة ؛ لأنّ الإرسال فيه معنى القول. وقرأ ابن مسعود ( أنذر ) بغير ( أن ) على إرادة القول. و ) أَنِ اعْبُدُواْ ( نحو ) أَنْ أَنذِرِ ( في الوجهين. فإن قلت : كيف قال ) وَيُؤَخّرْكُمْ ( مع إخباره بامتناع تأخير الأجل، وهل هذا إلا تناقض ؟ قلت : قضى الله مثلاً أنّ قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة. فقيل لهم : آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى، أي : إلى وقت سماه الله وضربه أمداً تنتهون إليه لا تتجاوزونه، وهو الوقت الأطول تمام الألف ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الأجل الأمد لا يؤخر كما يؤخر هذا الوقت، ولم تكن لكم حيلة، فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير.
) قَالَ رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلاً وَنَهَاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِى إِلاَّ فِرَاراً وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ أَصَابِعَهُمْ فِىءَاذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً ثُمَّ إِنِّى أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مُدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً وَاللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ الاٌّ رْضِ نَبَاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الاٌّ رْضَ بِسَاطاً لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً (
نوح :( ٥ ) قال رب إني.....
) لَيْلاً وَنَهَاراً ( دائباً من غير فتور مستغرقاً به الأوقات كلها ) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِى ( جعل الدعاء فاعل زيادة الفرار. والمعنى على أنهم ازدادوا عنده فراراً ؛ لأنه سبب الزيادة. ونحوه ) فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ ( ( التوبة : ١٢٥ ) ) فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً ( ( التوبة : ١٢٤ )


الصفحة التالية
Icon