" صفحة رقم ٧٣٥ "
( سورة الطارق )
مكية، وآياتها ١٧ ( نزلت بعد البلد )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ (الطارق :( ١ - ٣ ) والسماء والطارق
) النَّجْمُ الثَّاقِبُ ( المضيء، كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه، كما قيل : درّيء، لأنه يدرؤه، أي : يدفعه. ووصف بالطارق ؛ لأنه يبدو بالليل، كما يقال للآتي ليلا : طارق : أو لأنه يطرق الجنى، أي يصكه. والمراد : جنس النجوم، أو جنس الشهب التي يرجم بها. فإن قلت : ما يشبه قوله :) وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ( إلا ترجمة كلمة بأخرى، فبين لي أي فائدة تحته ؟ قلت : أراد الله عز من قائل : أن يقسم بالنجم الثاقب تعظيماً له، لما عرف فيه من عجيب القدرة ولطيف الحكمة، وأن ينبه على ذلك فجاء بما هو صفة مشتركة بينه وبين غيره، وهو الطارق، ثم قال :) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ( ثم فسره بقوله :) النَّجْمُ الثَّاقِبُ ( كل هذا إظهار لفخامة شأنه، كما قال ) فَلاَ أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( ( الواقعة : ٧٥ ٧٦ ) روي :
( ١٢٨٨ ) أنّ أبا طالب كان عند رسول الله ( ﷺ )، فانحط نجم، فامتلأ ما ثم نوراً فجزع أبو طالب وقال : أي شيء هذا ؟ فقال عليه السلام :( هذا نجم رمى به، وهو آية من آيات الله ) فعجب أبو طالب، فنزلت.
) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (
الطارق :( ٤ ) إن كل نفس.....
فإن قلت : ما جواب القسم ؟ قلت ) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ( لأنّ ( إن ) لا تخلو فيمن قرأ لما مشددة، بمعنى : إلا أن تكون نافية. وفيمن قرأها مخففة على أن ( ما ) صلة تكون مخففة من الثقيلة، وأيتهما كانت فهي مما يتلقى به القسم، حافظ مهيمن عليها رقيب، وهو الله عز وجل ) وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلّ شَىْء رَّقِيباً ( ( الأحزاب : ٥٢ )، ) وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلّ شَىْء مُّقِيتاً ( ( النساء : ٨٥ )، وقيل : ملك يحفظ عملها ويحصى عليها ما تكسب