" صفحة رقم ٧٩٦ "
( سورة القارعة )
مكية، وآياتها ١١ ( نزلت بعد قريش )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ (القارعة :( ١ ) القارعة
الظرف نصب بمضمر دلّت عليه القارعة، أي : تقرع ) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ( شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة، والتطاير إلى الداعي من كل جانب، كما يتطاير الفراش إلى النار. قال جرير : إنَّ الْفَرَذْدَقَ مَا عَلِمْتُ وَقَوْمَه
مِثْلُ الْفَرَاشِ غَشِينَ نَارَ الْمُصْطَلِي
وفي أمثالهم : أضعف من فراشة وأذل وأجهل. وسمى فراشا : لتفرّشه وانتشاره. وشبه الجبال بالعهن وهو الصوف المصبغ ألواناً ؛ لأنها ألوان، وبالمنفوش منه ؛ لتفرّق أجزائها. وقرأ ابن مسعود :( كالصوف ). الموازين : جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله. أو جمع ميزان. وثقلها : رجحانها. ومنه حديث أبي بكر لعمر رضي الله عنهما في وصيته له :( وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينهم يوم القيامة باتباعهم الحق وثقلها في الدنيا، وحق لميزان لا توضع فيه إلاّ الحسنات أن يثقل، وإنما خفت موازين من خفت موازينه لاتباعهم الباطل وخفتها في الدنيا، وحق لميزان لا توضع فيه السيئات أن يخف ) ) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ( من قولهم إذا دعوا على الرجل بالهلكة : هوت أمّه ؛ لأنه إذا هوى أي : سقط وهلك، فقد هوت أمّه ثكلاً وحزناً قال :