تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ٣
سورة الروم
وهي ستون آية مكية
سورة الروم ١ - ٦
قول الله سبحانه وتعالى " الم أي غلبت الروم " يعني قهرت الروم " في أدنى الأرض " مما يلي فارس يعني أرض الأردن وفلسطين " وهم " يعني أهل الروم " من بعد غلبهم سيغلبون " أهل فارس
وذلك أن النبي ﷺ كتب إلى قيصر ملك الروم، يدعوه إلى الإسلام فقرأ كتابه وقبله ووضعه على عينيه وختمه بخاتمه، ثم أوثقه على صدره ثم كتب جواب كتابه إنا نشهد أنك نبي ولكنا لا نستطيع أن نترك الدين القديم الذي اصطفى الله عز وجل لعيسى فعجب النبي ﷺ وقال ( قد ثبت الله ملكهم إلى يوم القيامة إلى أدنى الأرض منها فيفتح الله عز وجل على المسلمين )
وكتب إلى كسرى ملك فارس فمزق كتابه ورجع الرسول بعدما أراد قتله فأخبر النبي ﷺ بذلك فقال ﷺ ( قد مزق الله ملكهم فلا ملك لهم أبدا
إذا مات كسرى فلا كسرى بعده ) فلما ظهرت فارس على الروم اغتم المسلمون لذلك " وهم من بعد غلبهم سيغلبون "
قال في رواية الكلبي إن مشركي قريش شمتوا حين غلب المشركون أهل الكتاب فقال لهم أبو بكر رضي الله عنه لم تشمتون فوالله ليظهرن الروم عليهم
فقال أبي بن خلف والله لا يكون ذلك أبدا فتبايع أبو بكر وأبي بن خلف لتظهرن الروم على فارس إلى ثلاث سنين على تسع ذود
فرجع أبو بكر إلى النبي ﷺ وأخبره بالأمر فقال النبي ﷺ ( انطلق فزده في الخطر ومده في الأجل ) فرجع أبو بكر إلى أبي بن خلف فقال أنا أبايعك إلى سبع سنين على عشرة