١٢٨
سورة الصافات
كلها مكية وهي مائة واثنتان وثمانون آية )
سورة الصافات ١ - ٥
قول الله سبحانه وتعالى " والصافات صفا " قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى " والصافات صفا " أقسم الله تعالى بصفوف الملائكة الذين في السموات كصفوف المؤمنين في الصلاة
ويقال يعني صفوف الغزاة في الحرب كقوله عز وجل " صفا كأنهم بنيان مرصوص " [ الصف ٤ ] ويقال صفوف الأمم يوم القيامة كقوله عز وجل " وعرضوا على ربك صفا " [ الكهف ٤٨ ] ويقال الطيور بين السماء والأرض صافات بأجنحتها كقوله " والطير صافات " [ النور ٤١ ] ويقال صفوف الجماعات في المساجد وفي الآية بيان فضل الصفوف حيث أقسم الله بهن
ثم قال عز وجل " فالزجرات زجرا " يعني الملائكة الذين يزجرون السحاب ويؤلفونه ويسوقونه إلى البلد الذي لا مطر بها
ويقال " فالزاجرات " يعني فالدافعات وهم الملائكة الذين يدفعون الشر عن بني آدم موكلون بذلك
ويقال " الزاجرات " يعني ما زجر الله تعالى في القرآن كقوله تعالى " لا تأكلوا الربوا " [ آل عمران ١٣٠ ] " ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم " [ النساء ٢ ] ويقال هي التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وما كان من عند الله من كتب
ويقال " فالزاجرات زجرا " يعني هم الأنبياء والرسل والعلماء يزجرون الناس عن المعاصي والمناهي والمناكر
" فالتاليات ذكرا " يعني الملائكة وهو جبريل يتلو القرآن على الأنبياء ويقال هم المؤمنون الذين يقرؤون القرآن
ويقال " فالتاليات ذكرا " قال هم الصبيان يتلون في الكتاب من الغدو العشي وأن الله تعالى يحول العذاب عن الخلق ما دامت تصعد هذه الأربعة إلى السماء أولها أذان المؤذنين والثاني تكبير المجاهدين والثالث تلبية الملبين والرابع صوت الصبيان في الكتاب
وروى مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال " والصافات صفا " قال الملائكة " فالزاجرات زجرا " قال الملائكة " فالتاليات ذكرا " قال الملائكة وهكذا قال مجاهد قد أقسم الله بهذه الأشياء " إن إلهكم لواحد " ويقال


الصفحة التالية
Icon