٢٠٧
سورة فصلت
مكية خمسون وأربع آيات
سورة فصلت ١ - ٥
قول الله تبارك وتعالى " حم " يعني قضى ما هو كائن ويقال هو قسم أقسم الله تعالى به
" تنزيل " يعني نزل بهذا القرآن جبريل " من الرحمن الرحيم " " تنزيل " صار رفعا بالابتداء وخبره " كتاب فصلت آياته " ويقال صار رفعا بإضمار فيه
ومعناه هذا تنزيل من الرحمن الرحيم " كتاب " يعني القرآن " فصلت آياته " يعني بينت وفسرت دلائله وحججه
ويقال بين حلاله وحرامه " قرآنا عربيا " صار نصبا على الحال أي بينت آياته في حال جمعه " لقوم يعلمون " يعني يصدقون ويقرون بالرسل ويقال يعلمون ما فيه ويفهمونه
" قرآنا عربيا " أخذ من الجمع ولو كان غير عربي لم يعلمون
قوله تعالى " بشيرا ونذيرا " يعني " بشيرا " للمؤمنين بالجنة " ونذيرا " للكافرين بالنار
" فأعرض أكثرهم " يعني أعرض أكثر أهل مكة " فهم لا يسمعون " يعني لا يسمعون سمعا ينفعهم لأنهم لا يجيبون ولا يطيعون
وقال " وقالوا قلوبنا في أكنة " يعني في غطاء لا نفقه ما تقول " مما تدعونا إليه " من التوحيد لا يصل إلى قلوبنا " وفي آذاننا وقر " يعني ثقلا فلا نسمع قولك
يعني نحن في استماع قولك كالصم لا نسمع ما تقول " ومن بيننا وبينك حجاب " أي ستر وغطاء " فاعمل إننا عاملون " يعني اعمل على أمرك نعمل على أمرنا
ويقال اعمل لإلهك الذي أرسلك إننا عاملون لآلهتنا وهذا قول مقاتل والأول قول الكلبي
ويقال اعمل في هلاكنا إننا عاملون في هلاكك
روى محمد بن كعب القرظي عمن حدثه أن عتبة بن ربيعة قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ألا أقوم إلى هذا الرجل وأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل منا بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا وذلك حين رأوا أصحاب النبي ﷺ يزيدون ويكثرون
فقالوا بلى يا أبا الوليد
فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله ﷺ فقال يا ابن أخي إنك منا حيث علمت من المكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت


الصفحة التالية
Icon