٤٦٦
سورة الحاقة
مكية وهي اثنتان وخمسون آية
سورة الحاقة ١ - ٨
قول الله تبارك وتعالى " الحاقة ما الحاقة " وهو اسم من أسماء القيامة ومعناه القيامة ما القيامة تعظيما لأمرها
وقال قتادة في قوله " الحاقة " يعني حقت لكل قوم أعمالهم يعني حقت للمؤمنين أعمالهم وللكافرين أعمالهم من حق يحق إذا صح
وذكر عن الفراء أنه قال إنما قيل لها الحاقة لأن فيها حواق الأمور يقال لقد حق عليك الشيء أي وجب
ثم قال " وما أدراك ما الحاقة " يعني ما تدري أي يوم هو تعظيما لأمرها
ثم وصف القيامة في قوله " فإذا نفخ في الصور " [ الحاقة ١٣ ]
ثم ذكر من كذب بالساعة والقيامة وما نزل بهم فقال " كذبت ثمود وعاد بالقارعة " يعني كذبت قوم صالح وقوم هود بالقيامة
وإنما سميت قارعة لأنها تقرع قلوب الخلق
ثم أخبر عن عقوبتهم في الدنيا فقال " فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية " يعني بطغيانهم ومعناه طغيانهم حملهم على التكذيب فأهلكوا
ويقال أهلكوا بالرجفة الطاغية كما قال في قصة عاد " بريح صرصر عاتية " يعني عتت على خزانها فذلك قوله " وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية " يعني باردة يعني شديدة البرد " سخرها عليهم " يعني سلطها عليهم " سبع ليال وثمانية أيام حسوما " يعني دائمة متتابعة
ويقال " عاتية " يعني شديدة " حسوما " يعني كاملة دائمة لا يفتر عنهم
وقال القتبي " حسوما " أي تباعا
وأصله من حسم الداء لأنه يكون مرة بعد مرة
" فترى القوم فيها صرعى " يعني في الريح
ويقال في الأيام ويقال في القرية
" صرعى " يعني موتى ويقال هلكى ويقال قلعى مطروحين " كأنهم أعجاز نخل خاوية " يعني منقلعة ساقطة
وروى شهر بن حوشب عن عبد الله بن عباس قال ما أنزل الله تعالى قطرة من ماء إلا بمثقال ولا شعرة من الريح إلا بمكيال إلا يوم عاد ونوح
وأما