٤٩١
سورة المدثر
وهي ست وخمسون آية مكية
سورة المدثر ١ - ١٠
قول الله تبارك وتعالى " يا أيها المدثر " يعني محمدا ﷺ وقد تدثر بثوبه وأصله المتدثر بثيابه إذا نام فأدغمت التاء في الدال وشددت
وروى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله ﷺ وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه ( فبينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فخشيت فرجعت إلى أهلي فقلت زملوني زملوني فدثروني فنزل يا أيها المدثر ) بثيابه المضطجع على فراشه " قم فأنذر " يعني فخوف قومك وادعهم إلى التوحيد ويقال " قم فأنذر " يعني قم فصل لله تعالى ويقال " قم فأنذر " يعني خوفهم بالعذاب إن لم يوحدوا يعني ادعهم من الكفر إلى الإيمان
ثم قال عز وجل " وربك فكبر " يعني فعظمه عما يقول فيه عبدة الأوثان
ويقال " فكبر " يعني فكبر للصلاة
ثم قال " وثيابك فطهر " يعني طهر قلبك بالتوبة من الذنوب والمعاصي وهذا قول قتادة وقال مقاتل يعني قلبك فطهر بالتوبة وكانت العرب تقول للرجل إذا أذنب دنس الثياب وقال الفراء يعني ثيابك فقصر
وقال الزجاج لأن تقصير الثوب أبعد من النجاسة وإن كان طويلا لا يؤمن أن يصيبه النجاسة ويقال يعني لا تغدر فتكون غادرا دنس الثياب
وقال مجاهد " وثيابك فطهر " يعني نفسك فطهر ويقال عملك فأخلص ويقال خلقك فحسن
ثم قال " والرجز فاهجر " يعني المأثم فاترك ويقال " الرجز فاهجر " يعني ارفض


الصفحة التالية
Icon