٥٢٤
سورة عبس
مدنية وهي أربعون وآيتان
سورة عبس ١ - ٧
قوله تبارك وتعالى " عبس وتولى " يعني كلح وأعرض بوجهه يعني النبي صلى الله عليه وسلم
وروى هشام بن عروة عن أبيه قال كان النبي ﷺ جالسا ومعه عتبة بن ربيعة في ناس من وجوه قريش وهو يحدثهم بحديث فجاء ابن أم مكتوم على تلك الحال فسأله عن بعض ما ينتفع به فكره النبي ﷺ أن يقطع كلامه وقال في رواية مقاتل كان اسم ابن أم مكتوم عمرو بن قيس
وقال في رواية الكلبي كان اسمه عبد الله بن شريح
فقال يا رسول الله علمني مما علمك الله تعالى
فأعرض عنه شغلا بأولئك القوم حرصا على إسلامهم فنزل " عبس وتولى " قال وهو بلفظ المغايبة تعليما للنبي ﷺ ومعناه " عبس " محمد ﷺ وجهه " وتولى " يعني فأعرض " أن جاءه الأعمى " يعني إن جاءه الأعمى
ويقال حين جاءه الأعمى وهو ابن أم مكتوم
ثم قال " وما يدريك لعله يزكى " يعني وما يدريك يا محمد لعله يصلي أو يفلح فيعمل خيرا أو يتعظ بالقرآن
ويقال يعني يزداد خيرا
" أو يذكر " يعني يتعظ بالقرآن " فتنفعه الذكرى " يعني العظة
ثم قال " أما من استغنى " يعني استغنى بنفسه عن ثواب الله
ويقال استغنى بماله ونفسه عن دينك وعظتك " فأنت له تصدى " يعني تقبل بوجهك عليه
ويقال " تصدى " أي تعرض
يقال فلان تصدى لفلان إذا تعرض له ليراه
قرأ عاصم " أو يذكر فتنفعه الذكرى " بنصب العين جعله جوابا ل " لعله " يعني " يتذكر فتنفعه " الفطة
وقرأ الباقون بالضم جعلوه جوابا للفعل
قرأ نافع وابن كثير " تصدى " بتشديد الصاد لأن الأصل تتصدى فأدغمت وشددت
وقرأ الباقون بحذف التاء للتخفيف فهذا كقوله " فقل هل لك إلى أن تزكى " [ النازعات ١٨ ]
ثم قال " وما عليك إلا يزكى " يعني ليس شيء عليك إن لم يوحد عتبة وأصحابه
ويقال لا يضرك إن لم يؤمنوا ولم يصلحوا


الصفحة التالية
Icon