٥٤٨
سورة الأعلى
مكية وهي تسع عشرة آية
سورة الأعلى ١ - ٥
قول الله تبارك وتعالى " سبح اسم ربك الأعلى " قال الكلبي يعني صل بأمر ربك ويقال " سبح " هو من التنزيه والبراءة يعني نزه ربك والاسم صلة ويقال معناه " سبح اسم ربك الأعلى " قل سبحان ربي الأعلى كما روي في الخبر أنه قيل يا رسول الله ما نقول في ركوعنا فنزل " سبح اسم ربك الأعلى " بمعنى العالي كقوله أكبر بمعنى الكبير
والعلو هو القهر والغلبة يعني أمره نافذ على خلقه فلما نزل " فسبح باسم ربك العظيم " فقال رسول الله ﷺ ( اجعلوها في ركوعكم ) قالوا فما نقول في سجودنا فنزل " سبح اسم ربك الأعلى " قال ( اجعلوها في سجودكم ) ويقال " سبح اسم ربك " يعني اذكر توحيد ربك الأعلى ويقال كان بدء قوله " سبحان ربي الأعلى " أن ميكائيل خطر على باله عظمة الرب جلا وعلا سلطانه فقال يا رب أعطني قوة حتى أنظر إلى عظمتك وسلطانك فأعطاه قوة أهل السموات فطار خمسة آلاف سنة فنظر فإذا الحجاب على حاله واحترق جناحه من نور العرش
ثم سأل القوة فأعطاه القوة ضعف ذلك فجعل يطير ويرتفع عشرة آلاف سنة حتى احترق جناحه وصار في آخره كالفرخ ورأى الحجاب والعرش على حاله فخر ساجدا وقال " سبحان ربي الأعلى " يعني تعالى من أن يكون محسوسا مقهورا
ثم سأل ربه أن يعيده وإلى مكانه إلى حاله الأولى
ثم قال عز وجل " الذي خلق فسوى " يعني الذي خلق كل ذي روح وجميع خلقه ويقال سبح لله تعالى الذي خلقك فسوى خلقك يعني اليدين والرجلين والعينين ولم يخلقك زمنا ولا مكفوفا كما قال " وصوركم فأحسن صوركم " [ غافر ٦٤ ]
قوله تعالى " والذي قدر فهدى " يعني قدر لكل شيء شكله يعني لكل ذكر وأنثى من شكله وهداه للأكل والشرب والجماع ويقال " فهدى " يعني فهداه السبيل " إما شاكرا وإما كفورا " [ الإنسان ٣ ] ويقال " والذي قدر فهدى " يعني سبح لله الذي خلقك فقدر آجلك ورزقك وعملك ثم هداك إلى المعرفة والإسلام والأكل والشرب فصل بابن آدم وسبح لهذا


الصفحة التالية
Icon