٥٦٧
سورة الضحى
مكية وهي إحدى عشرة آية
سورة الضحى ١ - ٨
قول الله تبارك وتعالى " والضحى " يعني النهار كله ويقال " والضحى " ساعة من ساعات النهار وذلك حين يرتفع النهار ويقال الضحى حر الشمس " والليل إذا سجى " يعني أسود وأظلم ويقال يعني إذا سكن الناس ويقال " والضحى والليل إذا سجى " يعني عباده الذي يعبدونه في وقت الضحى وعباده الذين يعبدونه بالليل إذا أظلم ويقال " والضحى " نور الجنة إذا تنور " والليل إذا سجى " يعني ظلمة الليل إذا أظلم ويقال " والضحى " يعني النور الذي في قلوب العارفين كهيئة النهار " والليل إذا سجى " يعني السواد الذي في قلوب الكافرين كهيئة الليل
فأقسم الله تعالى بهذه الأشياء " ما ودعك ربك " يعني ما تركك ربك يا محمد ﷺ منذ أوحى إليك " وما قلى " يعني ما أبغضك ربك منذ أحبك وذلك أن مشركي قريش أرسلوا إلى يهود المدينة وسألوهم عن أمر محمد ﷺ فقالت لهم اليهود اسألوه عن أصحاب الكهف وعن قصة ذي القرنين وعن الروح
فإن أخبركم بقصة أهل الكهف وقصة ذي القرنين ولم يخبركم عن أمر الروح فاعلموا أنه صادق
فجاؤوه وسألوه فقال لهم ( ارجعوا غدا حتى أخبركم ) ونسي أن يقول إن شاء الله فانقطع عنه جبريل خمسة عشر يوما في رواية الكلبي وفي رواية الضحاك أربعين يوما
فقال المشركون قد ودعه ربه وأبغضه فنزل فيهم ذلك
وروى أسباط عن السدي قال أبطأ جبريل عليه السلام على رسول الله ﷺ أربعين ليلة حتى شكى ذلك رسول الله ﷺ إلى خديجة فقالت خديجة لعل ربك قد قلاك أو نسيك فأتاه جبريل عليه السلام بهذه الآية " ما ودعك ربك وما قلى " " وللآخرة خير لك من الأولى " يعني ما أعطاك الله في الآخرة خير لك مما أعطاك في الدنيا
ويقال معناه عز الآخرة خير لك من عز الدنيا لأن عز الدنيا يفنى وعز الآخرة يبقى


الصفحة التالية
Icon