٥٨٨
سورة التكاثر
مكية وهي ثماني آيات
سورة التكاثر ١ - ٨
قول الله تبارك وتعالى " ألهاكم التكاثر " قال الكلبي نزلت في حيين من العرب أحدهما بنو عبد مناف والآخر بنو سهم تفاخرا في الكثرة فكثرتهم بنو عبد مناف فقال بنو سهم إنما البغي والقتال قد أهلكنا فنعد أحيانا وأحياكم وأمواتنا وأمواتكم ففعلوا فكثرتهم بنو سهم فنزل " ألهاكم التكاثر " يعني شغلكم وأذهلكم التفاخر " حتى زرتم المقابر " يعني أتيتم وذكرتم وعددتم أهل المقابر ويقال معناه شغلكم التكاثر بالأموال والأولاد عن طاعة الله تعالى " حتى زرتم المقابر " يعني حتى يدرككم الموت على تلك الحال
وروي عن النبي ﷺ أنه قرأ " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " ثم قال ( يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ) ويقال معناه أغفلكم التفاخر والتكاثر عن الهاوية والنار الحامية حتى زرتم المقابر يعني عددتم من في المقابر
ثم قال عز وجل " كلا " وهو رد عليهم صنيعهم ويقال " كلا " معناه لا تدعون الفخر بالأحساب حتى دخلتم المقابر وقال الزجاج " كلا " ردع لهم وتنبيه يعني ليس الأمر الذي ينبغي أن يكون عليه التكاثر والذي ينبغي أن يكونوا عليه طاعة الله تعالى والإيمان بنبيه محمد ﷺ وقال مقاتل " كلا سوف تعلمون " إذا نزل بكم الموت
ويقال " كلا سوف تعملون " إن سئلتم في القبر
ثم قال " ثم كلا سوف تعلمون " بعد الموت حين نزل بكم العذاب أن الأحساب لا تنفعكم
قوله تعالى " كلا لو تعلمون " قال بعضهم معناه كلا لا تؤمنون بالوعيد وقد تم الكلام
ثم استأنف فقال " لو تعلمون علم اليقين " يعني لو تعلمون ما القيامة باليقين لألهاكم


الصفحة التالية
Icon