٦٠٥
سورة النصر
وهي ثلاث آيات مكية
سورة النصر ١ - ٣
قول الله تبارك وتعالى " إذا جاء نصر الله " وروى عبد الملك بن سليمان قال سمعت سعيد بن جبير يقول كان أناس من المهاجرين قد وجدوا على عمر في إدنائه ابن عباس دونهم وكان يسأله فقال عمر أما أنا سأريكم منه اليوم ما تعرفون به فضله فسأله عن هذه السورة " إذا جاء نصر الله والفتح " قال بعضهم أمر الله تعالى نبيه محمدا ﷺ " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا " أن تحمده وتستغفره فقال يا ابن عباس ألا تتكلم فقال أعلمه الله متى يموت فقال " إذا جاء نصر الله والفتح " فهي آيتك من الموت
" فسبح بحمد ربك " قال مقاتل لما نزلت هذه السورة قرأ رسول الله ﷺ على أصحابه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فاستبشروا فسمع بذلك ابن عباس فبكى فقال النبي ﷺ ( ما يبكيك ) فقال نعيت نفسك فقال ( صدقت ) فعاش بعد هذه السورة سنتين
وروى أبو عبيد بن عبد الله أن النبي ﷺ كان يكثر أن يقول ( سبحانك ربي وبحمدك اللهم اغفر لي ) وقال علي رضي الله عنه لما نزلت هذه السورة مرض النبي ﷺ فخرج إلى الناس فخطبهم وودعهم ثم دخل المنزل وتوفي بعد أيام
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى " إذا جاء نصر الله " يعني إذا أتاك نصر من الله تعالى على الأعداء من قريش وغيرهم " والفتح " يعني فتح مكة والطائف وغيرها " ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا " يعني جماعة جماعة وقبيلة قبيلة وكان قبل ذلك يدخلون واحدا واحدا فدخلوا فوجا فوجا فإذا رأيت ذلك فاعلم أنك ميت فاستعد للموت بكثرة التسبيح والاستغفار فذلك قوله " فسبح بحمد ربك " يعني سبحه ويقال " فسبح " أي فصل لربك " واستغفره إنه كان توابا " يعني متجاوزا
والله الموفق اللهم إنا نسألك العفو والعافية و ﷺ على سيدنا محمد


الصفحة التالية
Icon