٦٠٦
سورة المسد
وهي خمس آيات مكية
سورة المسد ١ - ٥
قول الله تبارك وتعالى " تبت يدا أبي لهب وتب " يعني خسر أبو لهب وذلك أن النبي ﷺ حين نزل قوله تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين " [ الشعراء ٢١٤ ] صعد على الصفا ونادى واصاحبا فاجتمعوا فقال النبي ﷺ ( أمرني ربي أن أنذر عشيرتي الأقربين وأدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله فقولوا أشهد لكم بها عند ربي ) فأنكروا ذلك فقال أبو لهب تبا لك سائر الأيام ألهذا دعوتنا وروي في خبر آخر أنه اتخذ طعاما ودعاهم ثم قال ( أسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا ) فقال أبو لهب تبا لك سائر الأيام ألهذا دعوتنا فنزلت " تبت يدا أبي لهب " يعني خسرت يدا أي لهب عن التوحيد " وتب " يعني وقد خسر
ويقال إنما ذكر اليد وأراد به هو وقال مقاتل " تبت يدا أبي لهب وتب " يعني خسر نفسه وكان أبو لهب عم النبي ﷺ واسمه عبد العزى ولهذا ذكره بالكنية ولم يذكر اسمه لأن اسمه كان منسوبا إلى صنم
وقال بعضهم كنيته كان اسمه
ثم قال عز وجل " ما أغنى عنه ماله وما كسب " يعني ما نفعه ماله في الآخرة إذ كفر في الدنيا " وما كسب " يعني ما ينفعه ولده في الآخرة إذا كفر في الدنيا والكسب أراد به الولد لأن ولد الرجل من كسبه
ثم قال عز وجل " سيصلى نارا ذات لهب " يعني سيدخل في نار ذات لهب يعني ذات شعل
ثم قال عز وجل " وامرأته حمالة الحطب " يعني تدخل النار معه
قرأ عاصم " حمالة الحطب " بنصب الهاء ويكون على معنى الذم والشين ومعناه أعني حمالة الحطب
والباقون بالضم على معنى الابتداء
أو " حمالة الحطب " جعل نعتا له فقال " حمالة الحطب " يعني حمالة الخطايا والذنوب
ويقال " حمالة الحطب " يعني تمشي بالنميمة فسمى النميمة حطبا لأنه يلقي بين القوم العداوة والبغضاء
وكانت تمشي بالنميمة في عداوة النبي ﷺ وأصحابه ويقال كانت تحمل الشوك فتطرحه في طريق النبي ﷺ وأصحابه بالليل من بغضها لهم حتى


الصفحة التالية
Icon