٦١٢
سورة الناس
مكية وهي ست آيات
سورة الناس ١ - ٦
قوله تعالى " قل أعوذ برب الناس " يقول أستعيذ بالله خالق الناس ويقال أستعيذ بالله الذي هو رازق الخلق
قوله تعالى " ملك الناس " يعني خالق الناس ومالكهم وله نفاذ الأمر والملك فيهم
ثم قال " إله الناس " يعني خالق الناس ومعطيهم ومانعهم " من شر الوسواس " يعني من شر الشيطان ويقال معناه أستعيذ بالله تعالى ليحفظني من شر الشيطان لأني لا أستطيع أن أحفظ نفسي من شره لأنه يجري في نفس الإنسان مجرى الدم ولا يراه بشر والله تعالى قادر على حفظي من شره ومن وسوسته
ثم وصف الشيطان فقال " الخناس " قال مجاهد هو منبسط على قلب الإنسان إذا ذكر الله خنس وانقبض فإذا غفل انبسط على قلبه
ويقال له خنوس كخنوس القنفذ
ثم قال " الذي يوسوس في صدور الناس " ويوسوسهم " من الجنة والناس " يعني يدخل في صدور الجن كما يدخل في صدور الإنس ويوسوس لهم
ويقال " الناس " في هذا الموضع يصلح للجن والإنس فإذا أراد به الجن فمعناه يوسوس في صدور المؤمنين الذين هم جن " يوسوس في صدور الناس " يعني الذين هم من بني آدم
ويقال " الناس " معطوف على الوسواس ومعناه " من شر الوسواس " " ومن شر الناس " كما قال في آية أخرى " شياطين الإنس والجن " وقال مقاتل روي عن النبي ﷺ أنه قال له جبريل عليه السلام ألا أخبرك يا محمد ﷺ بأفضل ما يتعوذ به قلت ( وما هو ) قال المعوذتان
وروى علقمة عن عقبة بن عامر عن النبي ﷺ أنه قال ( ما تعوذ المتعوذون بمثل المعوذتين )
وروي عن الحسن البصري في قوله " من الجنة والناس " قال إن من الناس شياطين ومن الجن شياطين فتعوذوا بالله من شياطين الجن والإنس وقال هما شيطانان
فأما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس
وأما شيطان الإنس فيأتي علانية
وروى أبو معاوية عن عثمان بن واقد قال أرسلني أبي إلى محمد بن المنكدر أسأله عن