صفحة رقم ٢
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الأشياء فقدرها تقديرا، وصور شكل الإنسان فأحسنه تصويرا، ومنحه بالعقل وجعله سميعا بصيرا وشرفه بما عرفه به من العلم ونور قلبه تنويرا وهداه إلى معرفته فيا لها نعمة وفضلا كبيرا وأطلق لسانه فأذعن بشكره تحميد ا وتهليلا وتكبيرا وأرسل محمدا ( ﷺ ) إلى كافة الخلق بشيرا ونذيرا وأنزل عليه كتابا منبرا وأودعه حكمة وحكما وترغيبا وتحذيرا وألهم حفاظه تلاوة له وتحبيرا وعلم عباده علومه تفهما وتبصيرا وضرب فيه الأمثال ليزيل جهالة وتحبيرا أو جعله برهانا واضحا وصوابا لائحا ووفر فضله توفيرا في الصدور محفوظا وبالألسنة متلوا وفي الصحف مسطورا يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وجعل كل بليغ عن الإتيان بسورة مثله مثله حسيرا قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثبه ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( أحمده ) على تواتر إنعامه حمدا كثيرا وأتوكل عليه مفوضا أمري إليه ومستجيرا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يغدو قلب قائلها مطمئنا مسنيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي كساه من فضله عزا ومهابة وتوقيرا ( ﷺ ) وعلى آله وأصحابه كما أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( وبعد ) فإن الله جل ذكره ونفذ أمره أرسل رسوله محمدا ( ﷺ ) بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله رحمة للعالمين وبشيرا للمؤمنين ونذيرا للمخالفين أكمل به بنيان النبرة وختم به ديوان الرسالة وأتم به مكارم الأخلاق ونشر فضله في الآفاق وأنزل عليه نورا هدى به من الضلالة وأ، قذ به من الجهالة وحكم بالفوز والفلاح لمن أتبعه وبالخسران لمن أعرض عنه ندما سمعه عجز الخلائق عن معارضته حين تحداهم على أن يأتوا بسورة من مثله في مقابلته ثم سهل على عبادة المؤمنين مع إعجازه تلاوته ويسر على الألسن قراءته أمر فيه وزجر وبشر وأنذر وذكر المواعظ ليتذكر وضرب فيه الأمثال ليتدبر وقص به من أخبار الماضين ليعتبر ودل فيه على آيات التوحيد ليتفكر ثم لم يرض منا بسرد حروفه دون حفظ حدوده ولا بإقامة كلماته دون العمل