صفحة رقم ٨٧
وختم بالحمد في آخر الأمر وهو استقرار الفريقين في منازلهم فنبه بذلك على تحميده في بداءة كل أمر وخاتمته والله تعالى أعلم بمراده وأسرار كتابه.
سورة غافر
( تفسير سورة حم المؤمن وتسمى سورة غافر )
وهي مكية غير آيتين وهما قوله تعالى :( الذين يجادلون في آيات الله ( والتي بعدها وهي خمس وثمانون آية وألف ومائة وتسع وتسعون كلمة وأربعة آلاف وتسعمائة وستون حرفا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ' أن مثل صاحب القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلاً فمر بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات فقال عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب منه وأعجب فقيل له إن مثل الغيث الأول مثل هذه الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن ' وعن ابن عباس قال لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم وقال ابن مسعود إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات الجنة أتأنق فيهن وقال سعد بن إبراهيم كن آل حم تسمى للعرائس :( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
غافر :( ١ - ٣ ) حم
" حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير " ( قوله عز وجل :( حم ( قال ابن عباس رضي الله عنهما :( حم ( اسم الله الأعظم وعنه قال الر وحم ون حروف اسمه الرحمن مقطعة وقيل حم اسم للسورة وقيل الحاء افتتاح أسمائه حليم وحميد وحي وحكيم وحنان، والميم افتتاح أسمائه ملك ومجيد ومنان، وقيل معناه حم بضم الحاء أي قضى ما هو كائن ) تنزيل الكتاب من الله العزيز ( أي الغالب القادر وقيل الذي لا مثل له ) العليم ( أي بكل المعلومات ) غافر الذنب ( يعني ساتر الذنب ) وقابل التوب ( يعني التوبة قال ابن عباس غافر الذنب لمن قال لا إله إلا الله وقابل التوب ممن قال لا إله إلا الله ) شديد العقاب ( لمن لا يقول لا إله إلا الله ) ذي الطول ( يعني السعة والغنى وقيل ذي الفضل والنعم وأصل الطول الإنعام الذي تطول مدته على صاحبه ) لا إله إلا هو ( يعني هو الموقوف بصفات الوحدانية التي لا يوصف بها غيره ) إليه المصير ( أي مصير العباد إليه في الآخرة


الصفحة التالية
Icon