صفحة رقم ١٤٣
سورة الدخان
تفسير سورة الدخان مكية وهي سبع وقيل تسع وخمسون آية وثلثمائة وست وأربعون كلمة وألف وأربعمائة وأحد وثلاثون حرفا.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
الدخان :( ١ - ٥ ) حم
" حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين " ( قوله عز وجل :( حم والكتاب المبين ( يعني المبين ما يحتاج الناس إليه من حلال وحرام وغير ذلك من الأحكام ) وإنا أنزلناه في ليلة مباركة ( قيل هي ليلة القدر أنزل الله تعالى فيها القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ثم نزل به جبريل نجوماً على حسب الوقائع في عشرين سنة، وقيل هي ليلة النصف من شعبان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب ) أخرجه الترمذي.
) إنا كنا منذرين ( أي مخوفين عقابنا ) فيها ( أي في تلك الليلة المباركة ) يفرق ( أي يفصل ) كل أمر حكيم ( أي محكم، قال ابن عباس : يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج يقال : يحج فلان ويحج فلان وقيل هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات، وروى البغوي بسنده أن النبي ( ﷺ ) قال ( تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى ) وعن ابن عباس ( إن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر ) ) أمراً ( أي أنزلنا أمراً ) من عندنا إنا كنا مرسلين ( يعني محمداً ( ﷺ ) ومن قبله من الأنبياء.
الدخان :( ٦ - ١١ ) رحمة من ربك...
" رحمة من ربك إنه هو السميع العليم رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين بل هم في شك يلعبون فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم " ( ) رحمة من ربك ( قال ابن عباس رأفة مني بخلقي ونعمة عليهم بما بعثنا إليهم من الرسل وقيل أنزلناه في ليلة مباركة رحمة من ربك ) إنه هو السميع ( أي لأقوالهم ) العليم ( أي بأحوالهم ) رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ( أي إن الله رب السموات والأرض وما بينهما ) لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين ( قوله تعالى :( بل هم في شك ( أي من هذا