صفحة رقم ٧٣
ليس له كبر ولا علو بل له الحقارة والذلة فإذا أظهر الكبر كان كذاباً في فعله فكان مذموماً في حق الناس وأما المتكبر في صفة الله تعالى فهو صفة مدح لأن له جميع صفات العلو والعظمة ولهذا قال في آخر الآية ) سبحان الله عما يشركون ( كأنه قيل إن بعض الخلق يتكبر فيكون ذلك نقصاً في حقه أما الله تعالى فله العلو والعظمة والعزة والكبرياء فإن أظهر ذلك كان ضم كمال إلى كمال قال ابن عباس المتكبر هو الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله وقيل هو الذي تكبر عن كل سوء وقيل هو المتعظم عما لا يليق بجماله وجلاله وقيل هو المتكبر عن ظلم عباده وقيل الكبر والكبرياء الامتناع، وقيل هو ذو الكبرياء وهو الملك سبحان الله عما يشركون أي من ادعاء الكبر لأنفسهم ) هو الله الخالق ( أي المقدر لما يوجده فهو سبحانه وتعالى قدر أفعاله على وجوه مخصوصة فهو راجع إلى الإرادة وقيل المقدر لقلب الشيء بالتدبير إلى غيره ) البارئ ( أي المخترع المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود ) المصور ( أي الذي يخلق صورة الخلق على ما يريده وقيل معناه الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض وقيل الخالق المبدئ للخلق المخترع له على غير مثال سبق البارئ المنشئ لما يريد بخلقه فيظهره من العدم إلى الوجود المصور لما خلقه وأنشأه على صور مختلفة وأشكال متباينة وقيل معنى التصوير التخطيط والتشكيل فأولا يكون خلقا وأنشأه على صور مختلفة وأشكال متباينة وقيل معنى التصوي رالتخطيط والتسكيل فأولا يكون خلقا ثم برءا ثم تصويرا وإنما قدم الخالق على البارئ لأن التأثير الإرادة مقدم على تأثير القدرة وقد البارئ على المصور لأن إيجاد الذات مقدم على إيجاد الصفات ) له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ( عن معقل بن يسار رضي الله عنمه أن رسول الله ( ﷺ ) ومن قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث الآيات آخر سورة الحشر وكل به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي فإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ومن قالها حين يمسي كان كذلك ' أخرجه الترمذي وقال حديث غريب والله أعلم
سورة الممتحنة
تفسير سورة الممتحنة مدنية.
وهي ثلاث عشرة آية وثلثمائة وثمان وأربعون كلمة وألف وخمسمائة وعشرة أحرف.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
الممتحنة :( ١ ) يا أيها الذين...
" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل " ( قوله عز وجل :( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ( الآية
( ق ) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ( بعثني رسول الله ( ﷺ ) أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها، قال فانطلقنا


الصفحة التالية
Icon