صفحة رقم ١٠٢
فيكون ) يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ( يعني من غزوة بني المصطلق ) ليخرجن الأعز منها الأذل ( فرد الله عليهم بقوله ) ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ( فعزة الله تعالى قهره وغلبته على من دونه وعزة رسوله ( ﷺ ) إظهار دينه على الأديان كلها وعزة المؤمنين نصر الله إياهم على أعدائهم ) ولكن المنافقين لا يعلمون ( أي ذلك لو علموا ما قالوا هذه المقالة قال أصحاب السير فلما نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي ابن سلول لم يلبث إلا أياماً قلائل حتى اشتكى ومات على نفاقه.
قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم ( أي لا تشغلكم ) أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ( يعني عن الصلوات الخمس والمعنى لا تشغلكم أموالكم ولا أولادكم كما شغلت المنافقين عن ذكر الله ) ومن يفعل ذلك ( أي ومن شغله ماله وولده عن ذكر الله ) فأولئك هم الخاسرون ( أي في تجارتهم حيث آثروا الفاني على الباقي.
المنافقون :( ١٠ - ١١ ) وأنفقوا من ما...
" وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون " ( ) وأنفقوا مما رزقناكم ( قال ابن عباس يريد زكاة الأموال ) من قبل أن يأتي أحدكم الموت ( أي دلائل الموت ومقدماته وعلاماته فيسأل الرجعة ) فيقول رب لولا أخرتني ( أي هلا أمهلتني وقيل لو أخرت أجلي ) إلى أجل قريب فأصدق ( أي فأزكي مالي ) وأكن ( وقرىء وأكون ) من الصالحين ( أي المؤمنين وقيل نزلت هذه الآية في المنافقين ويدل على هذا أن المؤمن لا يسأل الرجعة وقيل نزلت في المؤمنين والمراد بالصلاح هنا الحج قال ابن عباس : ما من أحد يموت وكان له مال ولم يؤد زكاته أو أطاق الحج ولم يحج إلا سأل الرجعة عند الموت وقرأ هذه الآية ) وأن من الصالحين ( أي أحج وأزكي ) ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ( يعني أنه تعالى لا يؤخر من حضر أجله وانقضت مدته ) والله خبير بما تعملون ( يعني أنه لو رد إلى الدنيا وأجيب إلى ما سأل ما حج وما زكى وقيل هو خطاب شائع لكل عامل عملاً من خير أو شر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
سورة التغابن
تفسير سورة التغابن.
وهي مدنية في قول الأكثر وقيل هي مكية إلا ثلاث آيات من قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولا دكم إلى آخر ثلاث آيات وهي ثماني عشرة آية ومائتان وإحدى وأربعون كلمة وألف وسبعون حرفا