صفحة رقم ١٦٤
قد انسد باب الكهانة بمبعث النبي ( ﷺ ) فمن ادعى منعم إطلاعا على غيب فقد كفر بما جاء به القرآن وكذلك حكم المنجم والله تعالى أعلم.
وقوله تعالى ) فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه ( أي من بين يدي الرسول ومن خلفه وذكر البعض دال على جميع الجهات ) رصدا ( أي حفظة من الملائكة يحفظونه من الشيطان أن يسترق السمع من الملائكة ويحفظونه من الجن أن يسمعوا الوحي فيلقوه إلى الكهنة فيخبروا به قبل الرسول وقيل إن الله تعالى كان إذا بعث رسولا أتاه إبليس في صورة ملك يخبره فيبهث الله من بين يديه ومن خلفه رصدا من الملائكة يحرسونه ويطردون الشيطان عنه فإذا جاءه شيطان في صورة ملك أخروه با، ه شيطان فاحذره وإن جاء ملك قالوا له هذا رسول ربك ) ليعلم ( أي ليعلم محمد ( ﷺ ) ) أن ( أي أ، جبريل قد بلغ إليه رسالات ربه وقيل معناه ليعلم محمد أن الرسل قبله قد أبلغوا رسالات ربهم وأن الله قد حفظهم ودفع عنهم وقيل معناه ليعلم الله أن الرسل ) قد أبلغوا رسالات ربهم ( فيعلم الله ذاك ظاهرا موجودا فيوجب فيه الثواب ) وأحاط بما لديهم ( أي علم الله ما عند الرسل فلا يخفى عليه شبء من أمورهم ) وأحصى كل شيء عددا ( قال ابن عباس أحصى ما خلق وعرف ما خلق لم يفته شيء حتى مثاقيب الذر والخردل، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده واسرار كتابه.
سورة المزمل
تفسير سورة المزمل مكية.
قيل غير آيتين منها وهما قوله ' واصبر على ما يقولون ' وقيل غير آية وهي ' إن ربك يعلم أنك تقوم ' الآية وهي عشرون آية ومائتان وخمس وثمانون كلمة وثمانمائة وثمانية وثلاثون حرفا.
( بسم الله الرحمن الرحيم ) )
المزمل :( ١ - ٣ ) يا أيها المزمل
" يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا " ( قوله عز وجل :( يا أيها المزمل ( هذا خطاب للنبي ( ﷺ ) وأصله المتزمل وهو الذي تزمل في ثيابه أي تلفف.
قال المفسرون كان النبي ( ﷺ ) يتزمل في ثيابه أول ما جاءه جبريل فرقاً منه فكان يقول زملوني زملوني حتى أنس به.
وقيل خرج يوماً من البيت وقد لبس ثيابه فناداه جبريل يا أيها المزمل، وقيل معناه متزمل النبوة أي حاملها والمعنى زملت هذا الأمر فقم به واحمله فإنه أمر عظيم وإنما لم يخاطب بالنبي والرسول لأنه كان في أول الأمر ومبدئه، ثم خوطب بالنبي والرسول بعد ذلك، وقيل كان ( ﷺ ) قد نام وهو متزمل في ثوبه فنودي يا أيها المزمل ) قم الليل ( أي للصلاة والعبادة واهجر هذه الحالة واشتغل بالصلاة والعبودية وكان قيام الليل فريضة في ابتداء الإسلام ) إلا قليلاً ( أي صل الليل إلا قليلاً تنام فيه وهو الثلث ثم بين قدر القيام فقال تعالى :( نصفه ( أي قم نصف الليل ) أو انقص منه قليلاً ( أي إلى الثلث.
المزمل :( ٤ ) أو زد عليه...
" أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا " ( ) أو زد عليه ( أي على النصف إلى الثلثين خيره بين هذه المنازل فكان النبي


الصفحة التالية
Icon