الغيبي، وإنما إيمانهم على العادة. قوله تعالى :! ( ختم الله على قلوبهم ) { < البقرة :( ٧ ) ختم الله على..... > >. فلا يقول عن الحق فهوم مخاطباته، على سمعهم فلم يسمعوا منه لذيذ كلامه، وعلى أبصارهم فلم يبصروا المغيبات بعين الغرامة، غشاوة غشيتهم ظلمات أنفسهم فلم تضيء لهم أنوار قلوبهم، ولهم عذاب عظيم سكوتهم إلى هذه الأحوال واكتفاؤهم بها. وقال بعضهم : أهل البصر نظروا من الله إلى الأشياء فشاهدوها في سر القدرة، وأهل النظر استدلوا بالأشياء على الله تعالى محجتهم عقولهم واستدلالهم عن بلوغ كنه المعرفة بالله. قوله تعالى :! ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) { < البقرة :( ٨ ) ومن الناس من..... > >. قيل فيه : إن الناس اسم جنس واسم الجنس لا يخاطب به الأولياء. وقال بعضهم : ليس الإيمان ما يتزين به العبد قولاً وفعلاً لكن الإيمان جرى السعادة في سابق الأزل وأما ظهورها على الهياكل فربما تكون عوارى وربما تكون حقائق. قوله تعالى :! ( يخادعون الله ) { < البقرة :( ٩ ) يخادعون الله والذين..... > > الآية. قال بعض العراقيين : الخداع والمكر تنبيه من جهة شهود السعايات والاكتفاء إلى الطاعات حتى لا يعتقد فيها بأنها أسباب الوصول إلى الحق. كلا. وقيل : إنما يخادع من لا يعرف البواطن، فأما من عرف البواطن فمن دخل معه في الخداع فإنما يخادع نفسه. قوله تعالى :! ( في قلوبهم مرض ) { < البقرة :( ١٠ ) في قلوبهم مرض..... > >. لخلوها من العصمة والتوفيق والرعاية. قال أبو عثمان : في قلوبهم مرض لسكونهم إلى الدنيا وحبهم لها وغفلتهم عن الآخرة وإعراضهم عنها، فزادهم الله مرضاً بأنه وكَلَهُمْ إلى أنفسهم وجمع عليهم هموم