وقال ابن عطاء رحمه الله : إذا بهج السر بما ظهر على قلب العبد من الرب والبهجة نور يظهر فلا تبقى معها شيء من الظلمة لا ظلمة الجهل، ولا ظلمة الريب والشك ولا الاشتغال بشيء سواه وهو علامة السكون بالله، والانقطاع إلى الله، والاعتماد عليه. قوله تعالى :( أمن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهارا ) < < النمل :( ٦١ ) أم من جعل..... > > [ الآية : ٦١ ]. قال ابن عطاء : النفس خلقت من الأرض فسماها الله بها لمجاورتها لها، وقربها فقال : من جعل للنفوس القرار عند المناجاة فيأوان الحزمة، وجعل خلالها أنهاراً ألسنة ناطقة بالذكر وأعينا ناظرة بالعبرة وأسماعاً واعية عن الحق مخاطباً به على لسان السفر أو الوسائط وجعل بهذه الأنفس رحمة وهم الرواسي القطب من الأولياء يرجعون إليهم عند العثرات فيقومونهم بتقويم الحق، ويردونهم إلى طرق الرشاد قوله تعالى :( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) [ الآية : ٦١ ]. بين أوقات الذكر، وأوقات الغفلة هل أحد يستحق الألهية إلا من يقدر على مثل هذه اللطائف. وقال جعفر :' من جعل قلوب أوليائه مستقر معرفته، وجعل فيها أنوار الزوائد من بره في كل نفس واثبتها بحبال التوكل، وزينها بأنوار الإخلاص واليقين والمحبة، وجعل بينهما حاجزا أي القلب والنفس لئلا يقلب عليه النفس وظلماتها. فيظلمها فجعل الحاجز بينهما التوفيق، والعقل. قوله تعالى :( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) < < النمل :( ٦٢ ) أم من يجيب..... > > [ الآية : ٦٢ ]. قال سهل : أهل الدعوة صنفين من الناس : مستجابة لا محالة. مؤمنا وكافرا دعاء المضطر، ودعاء المظلوم لأن الله يقول :( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) والنبي ﷺ يقول :' دعاء المظلوم يرفع فوق الحجاب ' ويقول الله عز وجل :' وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين '.