اشتغالك العبادة سوى معبودك، ولا تفرغ في أمر من أمورك إلى غيره فتتخذ ذلك رباً. قوله تعالى :! ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي ) { < آل عمران :( ٦٨ ) إن أولى الناس..... > > [ الآية : ٦٨ ]. قال جعفر : للذين اتبعوه في شرائعهم ومناسكهم وهذا النبي يقرب حال إبراهيم من حال النبي ﷺ وشريعته من شريعته دون سائر الأنبياء وسائر الشرائع، والذين آمنوا لقرب حالهم من حال إبراهيم، والله ولي المؤمنين في تشريعهم إلى بلوغ مقام الخليل ﷺ إذ القرب منه في درجة المحبة بقوله :! ( يحبهم ويحبونه ) !. قوله عز وجل :! ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ) { < آل عمران :( ٧٣ ) ولا تؤمنوا إلا..... > > [ الآية : ٧٣ ]. قال بعضهم : لا تعاشروا إلا لمن يوافقكم على أحوالكم وطريقتكم، قال المرتعش في هذه الآية : لا تفشوا أسرار الحق إلا إلى أهله. قال أبو بكر بن طاهر : لا تصدقوا ظهور الكرامة على أحد ما لم تتبينوا أوائله ورياضته ومحافظته على ظاهر الشريعة. قوله عز وعلا :! ( يختص برحمته من يشاء > < < آل عمران :( ٧٤ ) يختص برحمته من..... > ) ! [ الآية : ٧٤ ]. قال أبو عثمان : أهمل القول ليتقي معه رجاء الراجي وخوف الخائف. وقال بعضهم : أزال العلل في العطايا ومنع النفوس عن ملاحظات المجاهدات ما تطلعهم عن الشواهد والموارد قال :! ( ولا يشرك في حكمه أحدا ) !. قال سهل في قوله :! ( يختص برحمته من يشاء ) ! قال : ارتفعت العلل في العطايا وفيما أظهر من النعوت والخفايا وفتن النفوس عن مطالعات المجاهدات فكيف يتوسل المتوحد بالوسائل من أعمال البر بعد قوله ! ( يختص برحمته من يشاء ) ! فأيقن بأن ليس إليه طريق بالشواهد والموارد والعوايد والفوائد. [ قال ابن عطاء في قوله ! ( يختص برحمته من يشاء ) ! : أنبأ أن لا طريق إليه بالعوائد والفوائد ]. قال الواسطي رحمة الله عليه في قوله :! ( يختص برحمته من يشاء ) ! قال : أن تكون حيث كنت بلا أنت، ويكون القائم هو لك بذاته ونعوته.

__________


الصفحة التالية
Icon