سئل الواسطي : متى ينجو العبد من شح نفسه ؟ قال : لو أتى بإخلاص الكليم وأدب الخليل وخلق الحبيب ثم كان لسره على سره أثرا ولشيء على قلبه خطرا كان محروما في وقته ومرتبطا بحظه. قال محمد بن الفضل : ما شح أحد إلا ظلم غيره وطلب ما ليس له. وقال بعضهم : الشح متابعة الطبع والإيثار مخالفة النفس. قوله تعالى :! ( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ) { < الحشر :( ١٣ ) لأنتم أشد رهبة..... > > [ الآية : ١٣ ]. إن في ترك الدنيا مشاهدة الآخرة وفي مشاهدة الآخرة رفض الدنيا كما أن في مشاهدة الفاسد وحضوره زوال عزة النفس وفي مطالعة صفات الله سقوط صفات العبد وملاحظة الحق لا يقارنها حب الدنيا ولا عزة النفس ولا رؤية الأفعال ولا رؤية الصفات فما دامت للشواهد والأعراض على سره أثر لم يفقه الا ترى الله يقول :! ( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ) !. والحق إذا تجلى لقلب عبد ذهبت عنه اخطار الأكوان وأهلها. قوله تعالى :! ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) { < الحشر :( ١٤ ) لا يقاتلونكم جميعا..... > > [ الآية : ١٤ ]. قال سهل : أهل الحق مجتمعين أبدا موافقين وإن تفرقوا بالأبدان وتباينوا بالظواهر وأهل الباطل متفرقين أبدا وإن اجتمعوا بالابدان وتوافقوا بالظواهر لأن الله عز وجل يقول :! ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) !. قال الصادق : اتقوا مخالفتي ثم اتقوا مفارقتي. وقال بعضهم : قلوب أهل الحق قلوب مجتمعة لموافقة الحقائق وقلوب أهل الباطل متفرقة لمخالفة الباطل. قوله تعالى :! ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) { < الحشر :( ١٨ ) يا أيها الذين..... > > [ الآية : ١٨ ]. قال أبو عثمان : من نظر لغده احسن مراعاة يومه ومن غفل عن غده أهمل أوقاته وساعاته أولئك هم الخاسرون. قال بعضهم : أهل التقوى شغلهم بغدهم وبخاتمتهم ونهايتهم وأهل الحقائق شغلهم بأسهم وسابقتهم وبدايتهم وما جرى عليهم في الأزل وكل منهم على وتيرة صحيحة وطريقة مستقيمة والمغبون من اغفل هاتين الدرجتين.