لتبصروا بها عجائب القدرة، والأفئدة لتعرفوا بها آثار موارد الحق عليكم. ! ( لعلكم تشكرون ) ! أي لعلكم تبصرون دوام نعمي عليكم فترجعوا إلى بابي. قال بعضهم : تمام النعمة هو أن يرزق العبد الرضا بمجاري القضاء. قال ابن عطاء : تمام النعمة في الدنيا المعرفة وفي الآخرة الرؤية. وسئل بعضهم : ما تمام النعمة ؟ قال : هو التنعم في الاستسلام وإسقاط التدبير. قال أبو محمد الجريري : تمام النعمة خلو القلب من الشرك الخفي وسلامة النفس من الرياء والسمعة. قوله تعالى :! ( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ) { < النحل :( ٨٣ ) يعرفون نعمة الله..... > > [ الآية : ٨٣ ]. قال بعضهم : يتقلبون في نعمة ولا يوفقون لشكره. قال بعضهم : من إنكار النعمة جحود المنعم. قال النصرآباذي : معرفة النعمة حسن. ومعرفة المنعم أحسن ومعرفة النعمة ربما يتولد منه الإنكار ومعرفة المنعم لا يتولد منه إلا صحة الاستقامة. قال بعضهم : يعرفون نعمة الله. أي ليس إلى أحد شيء في الضر والنفع ثم يقولون لولا فلان لكان كذا. قوله عز وجل :! ( ويوم نبعث في كل أمة شهيدا ) { < النحل :( ٨٤ ) ويوم نبعث من..... > > [ الآية : ٨٤ ]. عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء. قال أبو علي الجوزجاني : الخلق شهداء بعضهم عى بعض. وأمة محمد ﷺ هم شهود الأنبياء على جميع الأمم ومحمد ﷺ هو المذكي المقبول فمن قدمه فهو المقدم ومن أخره فهو المؤخر ومن تعلق به نجا ومن تخلف عنه هلك. قال تعالى :! ( وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) !. قوله عز وجل :( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) < < النحل :( ٨٩ ) ويوم نبعث في..... > > [ الآية : ٨٩ ]. قال الواسطي : أنزل عليك الكتاب : وإنما خوطبت به دون غيرك لأنك من أهل المخاطبة وخوطبوا جميعا تبعا لك فبين لهم مرادنا فيما خوطبوا به فإن البيان إليك. قال أبو عثمان المغربي : في الكتاب تبيان كل شيء ومحمد ﷺ هو المبين لتبيان الكتاب.