سورة البقرة
مدنية وهي مائتان وست أو سبع وثمانون آية
﴿ الم ﴾ ونظائرها أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة التي منها ركبت الكلم، فالقاف تدل على أول حروف قال، والألف تدل على أوسط حروف قال، واللام تدل على الحرف الأخير منه وكذلك ما أشبهها.
والدليل على أنها أسماء أن كلاً منها يدل على معنى في نفسه ويتصرف فيها بالإمالة والتفخيم وبالتعريف والتنكير والجمع والتصغير وهي معربة، وإنما سكنت سكون زيد وغيره من الأسماء حيث لا يمسها إعراب لفقد مقتضيه.
وقيل : إنها مبنية كالأصوات نحو غاق في حكاية صوت الغراب، ثم الجمهور على أنها أسماء السورة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : أقسم الله بهذه الحروف.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إنها اسم الله الأعظم.
وقيل : إنها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله.
وما سميت معجمة إلا لإعجامها وإبهامها.
وقيل : ورود هذه الأسماء على نمط التعديد كالإيقاظ لمن تحدى بالقران.
وكالتحريك للنظر في أن هذا المتلو عليهم وقد عجزوا عنه عن آخرهم كلام منظوم من عين ما ينظمون منه كلامهم ليؤديهم النظر إلى أن يستيقنوا إن لم تتساقط مقدرتهم دونه ولم يظهر عجزهم عن أن يأتوا بمثله بعد المراجعات المتطاولة وهم أمراء الكلام إلا لأنه ليس من كلام البشر وأنه كلام خالق القوى والقدر، وهذا القول من الخلافة بالقبول بمنزل.
وقيل : إنما
٣٩