﴿ قَالَ فَالْحَقُّ ﴾ [ص : ٨٤] بالرفع : كوفي غير عليّ على الابتداء أي الحق منى، أو على الخبر أي أنا الحق.
وغيرهم بالنصب على أنه مقسم به كقولك الله لأفعلن كذا يعني حذف عنه الباء فانتصب وجوابه ﴿ لامْلَأَنَّ ﴾ ﴿ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴾ [ص : ٨٤] اعتراض بين المقسم والمقسم عليه وهو منصوب بـ ﴿ أَقُولُ ﴾ ومعناه ولا أقول إلا الحق، والمراد بالحق إما اسمه عز وجل الذي في قوله ﴿ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ﴾ [النور : ٢٥] (الحج : ٦) أو الحق الذي هو نقيض الباطل عظمه الله بإقسامه به ﴿ لامْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ ﴾ [ص : ٨٥] من جنسك وهم الشياطين ﴿ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾ [ص : ٨٥] من ذرية آدم ﴿ أَجْمَعِينَ ﴾ أي لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين أجمعين لا أترك منهم أحداً ﴿ قُلْ مَآ أَسْـاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ [ص : ٨٦] الضمير للقرآن أو للوحي ﴿ وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴾ [ص : ٨٦] من الذين يتصنعون ويتحلون بما ليسوا من أهله وما عرفتموني قط متصنعاً ولا مدعياً بما ليس عندي حتى أنتحل النبوة وأتقول القرآن ﴿ إِنْ هُوَ ﴾ [يوسف : ١٠٤] ما القرآن ﴿ إِلا ذِكْرٌ ﴾ [يوسف : ١٠٤] من الله ﴿ لِّلْعَـالَمِينَ ﴾ للثقلين أوحى إليّ فأنا
٧٣
أبلغه.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلّم " للمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ويتعاطى ما لا ينال ويقول ما لا يعلم " ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ ﴾ [ص : ٨٨] نبأ القرآن وما فيه من الوعد والوعيد وذكر البعث والنشور ﴿ بَعْدَ حِين ﴾ [ص : ٨٨] بعد الموت أو يوم بدر أو يوم القيامة، ختم السورة بالذكر.
٧٤
سورة الزمر
مكية وهي خمس وسبعون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ تَنزِيلُ الْكِتَـابِ ﴾ [السجدة : ٢] أي القرآن مبتدأ خبره ﴿ مِنَ اللَّهِ ﴾ [الجن : ٢٢] أي نزل من الله، أو خبر مبتدأ محذوف والجار صلة التنزيل، أو غير صلة بل هو خبر بعد خبر، أو خبر مبتدإ محذوف تقديره هذا تنزيل الكتاب هذا من الله
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٧٥
﴿ الْعَزِيزِ ﴾ في سلطانه ﴿ الْحَكِيمِ ﴾ في تدبيره ﴿ إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَـابَ بِالْحَقِّ ﴾ [النساء : ١٠٥] هذا ليس بتكرار لأن الأول كالعنوان للكتاب والثاني لبيان ما في الكتاب ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا ﴾ [الزمر : ٢] حال ﴿ لَّهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر : ٢] أي ممحضاً له الدين من الشرك والرياء بالتوحيد وتصفية السر، فـ ﴿ الدِّينَ ﴾ منصوب بـ ﴿ مُخْلِصًا ﴾ وقرىء ﴿ الدِّينَ ﴾ بالرفع وحق من رفعه أن يقرأ ﴿ مُخْلِصًا ﴾ ﴿ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [الزمر : ٣] أي هو الذي وجب اختصاصه بأن تخلص له الطاعة
٧٥


الصفحة التالية
Icon