سورة آل عمران
مدنية وهي مائتا آية
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٥٠
﴿الام﴾ الألف إشارة إلى الله واللام إلى اللطيف والميم إلى المجيد ﴿اللَّهِ﴾ مبتدأ ﴿لا إله إِلا هُوَ﴾ خبره أي : هو المستحق للمعبودية لا غير ﴿الْحَىُّ الْقَيُّومُ﴾ خبر آخر له أي : الباقي الذي لا سبيل عليه للموت والفناء والدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه.
ـ روي ـ عنه صلى الله عليه وسلّم "اسم الله الأعظم في ثلاث سور في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم وفي آل عمران ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم وفي طه وعنت الوجوه للحي القيوم" وهذا رد على من زعم أن عيسى عليه السلام كان رباً فإنه روي أن وفد نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكانوا ستين راكباً : فيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم، ثلاثة منهم أكابر إليهم يؤول أمرهم، أحدهم أميرهم وصاحب مشورتهم العاقب واسمه عبد المسيح، وثانيهم وزيرهم ومشيرهم السيد و اسمه الأبهم، وثالثهم حبرهم وأسقفهم وصاحب مدارسهم أبو حارثة أحد بني بكر بن وائل وقد كان ملوك الروم شرفوه ومولوه وأكرموه لما شاهدوا من علمه واجتهاده في دينهم وبنوا له كنائس فلما خرجوا من نجران ركب أبو حارثة بغلته وكان أخوه كرز بن علقمة إلى جنبه فبينا بغلة أبي حارثة تسير إذ عثرت فقال كرز : تعساً للأبد يريد به رسول الله عليه السلام فقال له أبو حارثة : بل تعست أمك فقال كرز : ولمَ يا أخي؟ قال إنه والله النبي الذي كنا ننتظر فقال له كرز فما يمنعك عنه وأنت تعلم هذا؟ قال : لأن هؤلاء الملوك أعطونا أموالاً كثيرة وأكرمونا فلو آمنا به لأخذوها منا كلها فوقع ذلك في قلب كرز وأصره إلى أن أسلم فكان يحدث بذلك فأتوا المدينة ثم دخلوا مسجد رسول الله عليه السلام بعد صلاة العصر عليهم ثياب خيرات من جبب وأردية فاخرة يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي عليه السلام : ما رينا وفداً مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا ليصلوا