سورة الأحزاب
مدنية وهي ثلاث وسبعون آية
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣٠
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
يا اأَيُّهَا النَّبِىُّ} من النبأ وهو خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن وسمي نبياً لأنه منبىء أي : مخبر عن الله بما تسكن إليه العقول الزكية أو من النبوة أي : الرفعة لرفعة محل النبي عن سائر الناس المدلول عليه بقوله :﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ (مريم : ٥٧) ناداه تعالى بالنبي لا باسمه أي : لم يقل يا محمد كما قال يا آدم ويا نوح ويا موسى ويا عيسى ويا زكريا ويا يحيى تشريفاً فهو من الألقاب المشرفة الدالة على علو جنابه عليه السلام.
وله أسماء وألقاب غير هذا وكثرة الأسماء والألقاب تدل علي شرف المسمى وأما تصريحه باسمه في قوله :﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾ (الفتح : ٢٩) فلتعليم الناس أنه رسول الله وليعتقدوه كذلك ويجعلوه من عقائدهم الحقة (در أسباب نزول مذكور است كه ابو سفيان وعكرمة وأبو الأعور بعد از واقعة أحد از مكة بمدينه آمده در مركز نفاق يعني وثاق ابن أبي نزول كردند وروزى ديكر از رسول خدا در خواستند تا ايشانرا امان دهد وباوى سخن كويند رسول خدا ايشانرا امان داد باجمعى از منافقان برخاستند بحضرت مصطفى عليه السلام آمدند وكفتند "ارفض ذكر آلهتنا وقل انها تشفع يوم القيامة وتنفع لمن عبدها ونحن ندعك وربك" اين سخت بدان حضرت شاق آمد روى مبارك درهم كشيد عبد الله ابن أبيّ ومقت بن قشير وجد بن قيس از منافقان كفتند يا رسول الله سخن اشراف عرب را باوركن كه صلاح كلى درضمن آنست فاروق رضي الله عنه حميت اسلام وصلابت دين دريافته قصد قتل كفره فرمود حضرت عليه السلام كفت اى عمر من ايشانرا بجان امان داده ام تونقض عهد مكن) فأخرجهم عمر رضي الله عنه من المسجد بل من المدينة وقال : اخرجوا في لعنة الله وغضبه فنزلت هذه الآية ﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾ في نقض العهد ونبذ الأمان وأثبت على التقوى وزد منها فإنه ليس لدرجات القتوى نهاية وإنما حملت على الدوام لأن المشتغل بالشيء لا يؤمر به فلا يقال للجالس مثلاً اجلس أمره الله بالتقوى تعظيماً لشأن التقوى فإن تعظيم المنادى ذريعة إلى تعظيم شان المنادى له.
قال في "كشف الأسرار" يأتي في القرآن الأمر بالتقوى كثيراً لتعظيم ما بعده من أمر أو نهي كقول ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ﴾ (الحديد : ٢٨)
١٣١
وقول لوط ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى﴾ (هود : ٧٨).
قال في الكبير : لا يجوز حمله على غفلة النبي عليه السلام لأن قوله النبي ينافي الغفلة لأن النبي خبير فلا يكون غافلاً.
قال ابن عطاء : أيها المخبر عني خبر صدق والعارف بي معرفة حقيقية اتق الله في أن يكون لك الالتفات إلى شيء سواي.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣١
واعلم أن التقوى في اللغة بمعنى الاتقاء وهو اتخاذ الوقاية وعند أهل الحقيقة هو الاحتراز بطاعة الله من عقوبته وصيانة النفس عما تستحق به العقوبة من فعل أو ترك.
قال بعض الكبار المتقي إما أن يتقي بنفسه عن الحق تعالى وإما بالحق عن نفسه والأول هو الاتقاء بإسناد النقائص إلى نفسه عن إسنادها إلى الحق سبحانه فيجعل نفسه وقاية له تعالى والثاني هو الاتقاء بإسناد الكمالات إلى الحق سبحانه عن إسنادها إلى نفسه فيجعل الحق وقاية لنفسه والعدم نقصان فهو مضاف إلى العبد والوجود كمال فهو مضاف إلى الله تعالى.
وفي "كشف الأسرار" (آشنا باتقوى كسانند كه بناه طاعت شوند ازهره معصيتست واز حرام برهيزند خادمان تقوى ايشانندكه بناه احتياط شوند واز هره شبهتست برهيزند عاشقان تقوى ايشانند كه از حسنات وطاعات خويش از روى ناديدن نان رهيز كنند كه ديكران از معاصى) :
ما سواى حق مثال كلخنست
تقوى ازوى ون حمام روشنست
هركه درحمام شد سيماى او
هست يدا بررخ زيباى او
﴿وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ﴾ أي : المجاهرين بالكفر ﴿وَالْمُنَافِقِينَ﴾ أي : المضمرين له أي : دم على ما أنت عليه من انتفاء الطاعة لهم فيما يخالف شريعتك ويعود بوهن في الدين وذلك أن رسول الله لم يكن مطيعاً لهم حتى ينهى عن إطاعتهم لكنه أكد عليه ما كان عليه وثبت على التزامه والإطاعة الانقياد وهو لا يتصور إلا بعد الأمر.
فالفرق بين الطاعة والعبادة أن الطاعة فعل يعمل بالأمر لا غير بخلاف العبادة ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ﴾ على الاستمرار والدوام لا في جانب الماضي فقط ﴿عَلِيمًا﴾ بالمصالح والمفاسد فلا يأمرك إلا بما فيه مصلحة ولا ينهاك إلا عما فيه مفسدة ﴿حَكِيمًا﴾ لا يحكم إلا بما تقتضيه الحكة البالغة.
﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾
﴿وَاتَّبِعْ﴾ في كل ما تأتي وما تذر من أمور الدين ﴿مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾ في التقوى وترك طاعة الكافرين والمنافقين وغير ذلك أي : فاعمل بالقرآن لا برأى الكافرين.
قال سهل : قطعه بذلك عن اتباع أعدائه وأمره بالاتباع في كل أحواله ليعلم أن أصح الطريق شريعة الاتباع والاقتداء لا طريقة الابتداع والاستبداد :


الصفحة التالية
Icon