تفسير سورة الكوثر
ثلاث آيات مكية أو مدنية
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٥٢٣
﴿إِنَّآ﴾ إن جار مجرى القسم في تأكيد الجملة ﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾ بصيغة الماضي مع أن العطايا الأخروية وأكثر ما يكون في الدنيا لم تحصل بعد تحقيقا لوقوعها ﴿الْكَوْثَرَ﴾ أي الخير المفرط الكثرة من العلم والعمل وشرف الدارين فوعل من الكثرة كنوفل من النفل وجوهر من الجهر قيل لأعرابية آب ابنها من السفر تم آب ابنك قالت آب بكوثر أي بالعدد الكثير من الخير قال في "القاموس" الكوثر الكثير من كل شيء وفي المفردات وقد يقال للرجل السخي كوثر ويقال تكوثر الشيء كثر كثرة متناهية وروى عنه عليه السلام إنه قرأها فقال : أتدرون ما الكوثر إنه نهر في الجنة وعد فيه ربي فيه خير كثير أحلى من العسل وأشد بياضاً من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء لا يظمأ من شرب منه أبداف أول وارديه فقراء المهاجرين لدنسوا الثياب الشعث الرؤوس الذين لا يزوحون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد ويموت أحدهم وحاجته تتلجلج في صدره لو أقسم على الله لائبره وعن ابن عباس رضيالله عنهما إنه فسر الكوثر بالخير تتلجلج في صدره لو سم على الله لأثبره وعن ابن عباس رضي الله عنهما إنه فسر الكوثر بالخير الكثير فقال له سعيد بن حبيران ناساً يقولون هو نهر في الجنة فقال هو من الخير الكثير وعن عائشة رضي الله عنها، من أراد أن يسمع خرير الكوثر فليدخل أصبعيه في أذنيه وقال عطاء هو حوضه لكثرة وارديه وفي الحديث حوضي ما بين صنعاء إلى أيلة على إحدى زواياه أبو بكر وعلى الثانية عمرو وعلى الثالثة عثمان وعلى الرابعة على فمن أبغض واحداً منهم لم يسقه الآخر فيكون الحوض في المحشر والأظهر إن جميع نعم الله داخلة في الكوثر ظاهرة أو باطنة فمن الاهرة خيرات الدنيا والآخرة ومن الباطنة العلوم اللدنية الحاصلة بالفيض الإلهي بغير اكتساب بواسطة القوى الظاهرة والباطنة.
صاحب تأويلات فرموده كه كوثر معرفت كثرتست بوحدت وشهود وحدت درعين كثرت واين نهريست دربستان معرفت هركه ازو سيراب شدا بد ازتشكى جهالت ايمن است وأين معنى خاصه حضرت رسالت عليه السلام وكمل أولياء أمت أو ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ أي وانحر له فحذف اكتفاء بما قبله والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها فإن إعطاءه تعالى إياه عليه السلام ما ذكر من العطية التي لم يعطها ولن يعطها أحداً من العاين مستوجب للمأمور به أي استيجاب والنحر في للبة كالذبح في الحلق
٥٢٤
وامعنى فدم على الصلاة لربك الذي أفاض عليك هذه النعمة الجليلة التي لا تضاهيها نعمة خالصاً لوجهه كما دل عليه اللام الاختصاصية خلافاً للسهين عنها المرآئين فيها أداء لحقوق شكرها فإن الصلاة جامعة لجميع أقسام الشكر وهي ثلاثة لشكر بالقلب وهو أن يعلم أن تلك النعم منه لا من عيره والشكر باللسان وهو أن يمدح المنعم ويثنى عليه والشكر بالجوارح وهو أن يخدمه ويتواضع له والصلاة جامعة لهذه الأقسام وانحر البدن التي هي خيار أموال العرب باسمه تعالى يعني وشتر قربان كن براي وي.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٥٢٤
وتصدق على المحاويج خلافاً لمن يدعهم ويمنع منهم الماعون فالسورة كالمقابلة للسورة المتقدمة وقد فسرت الصلاة بصلاة العيدو النحر بالتضحية وهذا يناسب كون السورة مدنية وعن عطية هي صلاة الفجر بجمع والنحر بمنى مصطفى را لعيه السلام رسيدندكه اكر كسى درويش بود وطاقت قربان ندارد كونه كند تا ثواب قربان اورا حاصل شود كفت هار ركعت نمازكند درهر ركعتي يكابر الحمد خواند ويزاده بارانا أعطيناك الكوثر الله تعالى أورا ثواب شصت قربان در ديوان وى ثبت كند كما في "كشف الأسرار" وعن علي رضي الله عنه النحر ههنا وضع اليدين في الصلاة على النحر وعن سليمان التيمي أرفع يديك بالدعاء إلى نحرك.
وفي التأويلات النجمية : ونحر بدن أنانيتك وأنيتك بوضع يدك اليمنى الروحانية على يدك اليسرى الجسمانية على نحرك المشروح بسيف نص ألم نشرح لك صدرك ﴿إِنَّ شَانِئَكَ﴾ يقال شنأه كمنعه وسمعه شنأ أبغضه أي مبغضك ﴿هُوَ﴾ للفصل ﴿الابْتَرُ﴾ لبغضه لك لأن نسبة أمر إلى المشتق تفيد علية المأخذ والبغض ضد الحب والبتر يستعمل في قطع الذنب ثم أجرى قطع العقب مجراه فقيل فلان أبرت إذا لم يكن له عقب يخلفه والمعنى هو الذي لا عقب له حيث لا يبقى له نسل ولا حسن ذكر وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة.
آثار اقتدار توتا حشر متصل
خصم سياه روى توبى حاصل وخجل