القول الفصل
في
قضية الهم بين يوسف وامرأة العزيز
بقلم : محمد حامد إبراهيم سليم
إهداء
إلي نبي الله يوسف أهدي هذا الكتاب وأدعو الله أن أكون قد أصبت فيما فهمته وما كتبته وأكون قد أعطيته حقه.

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، أنزل القرآن هدى للعالمين، وشفاءً للقلوب، وموعظة للبشرية جميعا، فأنار الله به قلوبا عميا، وأسمع به آذانا صما، وجعله نبراساً لكل إنسان ضل عن الطريق، فإن عاد إليه وصل إلي الغاية الكبري.
وأصلي وأسلم علي المبعوث رحمة للعالمين محمد صلي الله عليه وسلم، فإن حاولت أن أقول عنه شيئا عجز القلم عن الكتابة، ولن أستطيع أن أقدره حق قدره بعد أن قال الله فيه في سورة القلم ؟ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٍ؟ القلم ٤
وقد قال هو عن نفسه في مسند ألإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاقِ ٍ؟، وفي سنن البيهقي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :" إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ "
وبعد:-
هذا الكتاب هو باكورة ما كتبت وقد أخذ مني وقتا طويلا، حوالي الست سنوات، وذلك في البحث والدراسة لكي يخرج إلي الناس، ولقد ترددت كثيرا في كتابتة، لأن موضوعه قد أثار الجدل والاختلاف بين العلماء، ومن بعدهم العامة.
وما دعاني إلي الخوض فيه، إلا أن وجدت في نفسي الرغبة للكتابة، وأن أضع ما فهمته وما خرجت به أمام الناس.
وقبل كل هذا استخرت الله، وأخذت أعرض الأمر علي من يهمني رأيهم،


الصفحة التالية
Icon