صفحة رقم ٣
٣٠

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الروم
سورة الروم مكية، وهي ستون آية كوفى
حدثنا عبيد الله، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا الهذيل، عن أبي بكر الهذلى، عن
عكرمة، قال :
أقتتل الروم وفارس فهزمت الروم، فبلغ ذلك النبي ( ﷺ ) وأصحابه فشق
عليهم وهم بمكة، وفرح الكفار وشمتوا فقتلوا أصحاب النبي ( ﷺ )، فقالوا لهم : إنكم أهل
كتاب، والروم أهل كتاب فقد ظهر إخواننا أهل فارس على إخوانكم من الروم فأنزل
الله تبارك وتعالى :( الم غلبت الروم في أدنى الأرض ( وأدنى الأرض يؤمئذ أذرعات
فيها كان القتال ) وهم من بعد غليهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل (
أن يظهر الروم على فارس ومن بعد ما ظهرت، قال : فخرج أبو بكر الصديق، رضوان
الله عليه، إلى الكفار.
فقال : أفرحتم لظهور إخوانكم على إخواننا فلا تفرحوا ولا يقر الله أعينكم ليظهرن
الله الروم على فارس، أخبرنا بذلك نبي الله ( ﷺ ) فقال له أبى بن خلف الجمحى : كذبت
يا أبا فصيل، فقال أبو بكر، رضى الله عنه : أنت أكذب يا عدو الله، فقال : أناجيك عشر
قلائص منى، وعشر قلائص منك إلى ثلاث سنين، ثم جاء أبو بكر، رضى الله عنه، إلى
النبي ( ﷺ )، فقال : ناجيت عدو الله أبى بن خلف أن يظهر الله عز وجل الروم على فارس
إلى ثلاث سنين، فقال النبي ( ﷺ ) :' ما كذلك ذكرت لك '، إنما قال الله عز وجل :
( بضع سنين ) ٦ والبضع ما بين الثلاث إلى التسع فاذهب فزايدهم في الخطر، ومادهم
في الأجل، فخرج أبو بكر رضى الله عنه، فلقى أبى بن خلف.
فقال : لعلك ندمت يا أبا عامر، قال : فقال : تعالى أزايدك في الخطر، وأمادكم في
الأجل، فنجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين، قال : قد فعلت، قال : وكانت امرأة بفارس


الصفحة التالية
Icon