صفحة رقم ٤٩٦
٩٤
سورة الشرح
سورة ألم نشرح، عددها ثماني آيات كوفى
تفسير سورة الشرح من الآية ( ١ ) إلى الآية ( ٨ ).
الشرح :( ١ ) ألم نشرح لك.....
قوله :( ألم نشرح لك صدرك ) [ آية : ١ ] يقول : ألم نوسع لك صدرك بعد ما كان
ضيقاً لا يلج فيه الإيمان حتى هداه الله عز وجل، وذلك قوله :( ووجدك ضالا فهدى ) [ الضحى : ٧ ]، وقوله :( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) [ الشورى :
٥٢ ]، وذلك أن أربع مائة رجل من أصحاب النبي ( ﷺ ) من أصحاب الصفة، كانوا قوماً
مسلمين، فإذا تصدقوا عليهم شيئاً أكلوه وتصدقوا ببعضه على المساكين، وكانوا يأوون
في مسجد رسول الله، ولم يكن لهم بالمدينة قبيلة، ولا عشيرة، ثم إنهم خرجوا محتسبين يجاهدون المشركين، وهم بنو سليم كان بينهم وبين المسلمين حرب فخرجوا
يجاهدونهم، فقتل منهم سبعون رجلاً، فشق ذلك على النبي ( ﷺ )، وعلى المسلمين، ثم إن
رسول الله ( ﷺ ) كان يدعو عليهم في دبر كل صلاة الغداة يقنت فيها، ويدعو عليهم أن
يهلكهم الله.
فقال الله تعالى :( ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم
ظالمون ) [ آل عمران : ١٢٨ ]، ثم عظم الرب تعالى نفسه، فقال :( ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم ) [ آل
عمران : ١٢٩ ] في تأخير العذاب عنهم، لعلم قد سبق فيهم أن يسلموا، وأنزل الله عز
وجل ) ألم نشرح لك صدرك ( يعني ألم يوسع لك صدرك، يعني بالإيمان، يقول : بالتوحيد
حتى تقولها، قول : لا إله إلا الله.
الشرح :( ٢ ) ووضعنا عنك وزرك
) ووضعنا عنك وزرك ) [ آية : ٢ ] يقول : وحططنا عنك ذنبك،
الشرح :( ٣ ) الذي أنقض ظهرك
) الذي أنقض


الصفحة التالية
Icon