صفحة رقم ٥٠٦
٩٩
سورة الزلزلة
مكية، عددها ثماني آيات كوفى
تفسير سورة الزلزلة من الآية ( ١ ) إلى الآية ( ٨ ).
الزلزلة :( ١ ) إذا زلزلت الأرض.....
قوله :( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) [ آية : ١ ] يقول : تزلزلت يوم القيامة من شدة
صوت إسرافيل، عليه السلام، يعني تحركت، فتفطرت حتى تكسر كل شئ عليها
بزلزالها من شدة الزلزلة، ولا تسكن حتى تلقى ما على ظهرها من جبل، أو بناء، أو
شجرة، فيدخل فيها كل شئ خرج منها، وزلزلت الدنيا، فلا تلبث حتى تسكن
الزلزلة :( ٢ ) وأخرجت الأرض أثقالها
) وأخرجت الأرض أثقالها ) [ آية : ٢ ] يقول : تحركت فاضطربت، وأخرجت ما في
جوفها من الناس، والدواب، والجن، وما عليها من الشياطين، فصارت خالية ليس فيها
شئ، وتبسط الأرض جديدة بيضاء، كأنها الفضة، أو كأنها خامة، ولها شعاع كشعاع
الشمس، لم يعمل عليها ذنب، ولم يهرق فيها الدماء، وذلك أنه إذا جاءت النفخة
الأولى، يموت الخلق كلهم، ثم النفخة الثانية.
فأما الأولى فينادى من تحت العرش من فوق السماء السابعة، وأما الأخرى فمن بيت
المقدس، يقعد إسرافيل على صخرة بيت المقدس، فيقول : أيتها العظام البالية، والعروق
المتقطعة، واللحوم المتمزقة أخرجوا إلى فصل الفضاء، لتجازوا بأعمالكم، قال : فيخرجون
من قبورهم إلى الأرض الجديدة، وتسمى الساهرة، فذلك قوله تعالى :( فإذا هم بالساهرة (، وأيضاً ) وأخرجت الأرض أثقالها ( أخرجت ما فيها من الموتى والأموال.
الزلزلة :( ٣ - ٤ ) وقال الإنسان ما.....
) وقال الإنسان ما لها ) [ آية : ٣ ] قال الكافر جزعاً ما لها تنطق بما عمل عليها
) يومئذ تحدث أخبارها ) [ آية : ٤ ] يقول : تخبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شر،
تقول الأرض وحد الله على ظهري، وصلى على، وصام، وحج، واعتمر، وجاهد،