وقال بعض الحكماء كل أحد يمكن ان ترضيه إلا الحاسد فانه لا يرضيه إلا زوال نعمتك وقا الأصمعي سمعت اعرابيا يقول ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد حزن لازم ونفس دائم وعقل هائم وحسرة لا تنقضي
قوله تعالى حتى يأتي الله بأمره قال ابن عباس فجاء الله بأمره في النضير بالجلاء والنفي وفي قريظة بالقتل والسبي

فصل


وقد روي عن ابن مسعود و ابن عباس و أبي العالية وقتادة رضي الله عنهم ان العفو والصفح منسوخ بقوله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الىخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله التوبة ٢٩ وأبى هذا القول جماعة من المفسرين والفقهاء واحتجوا بأن الله لم يأمر بالصفح والعفو مطلقا وإنما أمر به الى غاية وما بعد الغاية يخالف حكم ما قبلها وما هذا سبيله لا يكون من باب المنسوخ بل يكون الأول قد انقضت مدته بغايته والآخر يحتاج الى حكم آخر
واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير
قوله تعالى تجدوه أي تجدوا ثوابه
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصاري ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون


الصفحة التالية
Icon