فكأنما رأى النبي صلى الله عليه و سلم وكلمه وقال أنس بن مالك لما نزلت هذه الآية كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى كسرى وقيصر وكل جبار يدعوهم إلى الله عز و جل
قوله تعالى أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى هذا استفهام معناه الانكار عليهم قال الفراء وإنما قال أخرى ولم يقل آخر لأن الآلهة جمع والجمع يقع عليه التأنيث كما قال ولله الأسماء الحسنى وقال فما بال القرون الأولى
الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون قوله تعالى الذين آتيناهم الكتاب في الكتاب قولان
أحدهما أنه التوراة والإنجيل وهذا قول الجمهور
والثاني أنه القرآن
وفي هاء يعرفونه ثلاثة أقوال
أحدها أنها ترجع إلى النبي صلى الله عليه و سلم قاله السدي وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال لعبد الله بن سلام إن الله قد أنزل على نبيه بمكة الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم فكيف هذه المعرفة فقال لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ولأنا أشد معرفة بمحمد صلى الله عليه و سلم مني بابني فقال عمر وكيف ذاك فقال إني أشهد أنه رسول الله حقا ولا أدري ما يصنع النساء


الصفحة التالية
Icon