صفحة رقم ٤٣٢
( سورة الحديد )
مقصودها بيالنت ا، عموم الرسالة لعموم الإلهية بالبعث إلى الأزواج الثلاثة المذكورة في السورتين الماضيتين من الثقلين تحقيقا لأنه سبحانه مختص بجميع صفات الكمال تحقيقا لتنزهه عن طكل شائبة نقص المبدوء به هذه السورة المختوم به ما قبلها الراد لقولهم ) أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون ) [ الواقعة : ٤٧ - ٤٨ ] المقتضي لجهاد من يحتاج إلى الجهاد ممن عصى رسول الله ( ﷺ ) بالسيف وما ترتب عليه من النفقة ردا لهم عن النقائص الجسمانية وإعلاء إلى الكلمات الروحانية التي دعا إليها الكتاب حذرا من سواء الحساب يوم التجلي للفصل بين العباد بالعدل ليدخل أهل الكتاب وغيرهم في الدين طوعا أو كرها، ويعلم أهل الكتاب الذين كانوا يقولون : ليس أحد أفضل منه، فضيلة هذا الرسول ( ﷺ ) على جمكيع من تقدمه من الرسل عليهم الصلاة والسلام بعموم رسالته وشمول خلافته، وانتشار دعوته وكثرة أمته تحقيقا لأنه لا حد لفائض رحمته سبحانه لتكون هذه السورة التي هي آخر النصف الأول والتي بعدها التي هي أول النصف الثاني من حيث العدد غاية للمقصود من السورة التي هي أوله عند الالتفات والرد كما كانت السورة التي غاية النصف الأول يفي المقدار وهي الإسراء، وكذا السورة التي هي أول النصف الثاني وهي الكهف كاشفتين لمقصد الأولى فيما دعت إليه من الهداية وشدت إليه من الإنذار، على ذلك دل اسمها الحديد يتأمل آياته وتدبر سر ما ذكر فيه وغاياته، أسند صاحب الفردوزس عن جابر رضي الله عنه أن النبي ( ﷺ ) قال :" لا تحتجموا يوم الثلاثاء فإن سورة الحديد أنزلت يوم الثلاثاء " ) بسم الله ( الذي أحاطت إلالهيته بجميع الموجودات ) الرحمن ( الذي وسعهم جوده فيي جميع الحركات والسكنات ) الرحيم ( الذي خص من بينهم بما له من الاختيار يفي كمال الاقتدار أهل ولا يته بما يرضيه من العبادات.