صفحة رقم ٤٦٨
( سورة التين )
مقصودها سر مقصود ) ألم نشرح ( وذلك هو إثبات القدرة الكاملة وهو المشار إليه باسمها، فإن في خلق التين والزيتون من الغرائب ما يدل على ذلك، وكذا فيما أشير إليه بذلك من النبوات، وضم القسم إلى المقسم عليه وهو الإنسان، الذي هو أعجب ما في الأكوان، واضح في ذلك ) بسم الله ( الملك الأعظم الذي لا نعبد إلا إياه ) الرحمن ( الذي عم بنعمته إيجاده وبيانه جميع خلقه أسفله وأعلاه وأدناه وأقصاه ) الرحيم ( الذي خص من بينهم أهل وده بما يرضاه، وأردى من عداهم وأشقاعه.
لما ذكر سبحانه وتعالى في تلك السورة أكمل خلقه وما كمله به، وختمها بالأمر بتخصيصه سيحانه وتعالالى بالرغبة إليه، فكان ( ﷺ ) يقوم حتى تورم قدماه ويبذل الجهد لمولاه في كل ما يرضاه، ذكر في هذه أنه سبحانه وتعالى كما جعل ذاته أكمل ذوات المخلوقات خصه بأن جعل نوعه ( ﷺ ) أكمل الأنواع وهو الإنسان، وأصله أعظم الأصول هو إبراهيم ( ﷺ )، وبلده أفضل البلاد وهي مكة، وأن من عاداه بمنابذة شرعه أسفل الخلق، وأن له سبحانه وتعالى تمام القدرة، وهو فاعل بالاختيار، يعلي من يشاء ويسفل من يشاء، فمنزلتها من آخر تلك منزلة العلة من المعلول، وأقسم فيها بأشياء أشار بها إلى شرفها في أنفسها وفي عجيب صنعها وشرف البقاع التي يكون بها إيماء إلى ما شرفها به مما أظهر بها من الخير والبركاات بسكنى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والصالحين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فكانت مهاجر إبراهيم ومولد عيسى وأكثر الأنبياء عليهم الصلاة والسام ومنشأهم، وكان منها مظهر نبوة موسى، ومظهر نبوة اسماعيل عليهما الصلاة والسلام وولده خاتم الأنبياء الكرام، عليه أفضل الصلاة والسلام، ومكان البيت الذي هو قواتم للناس، وهدى للعالمين، إلى غير ذلك من الإشارات الظاهرات والدلالات الواضحات على تمام قدرته وفعله بالاختيار، لأنه يعلي من يشاء من العقلاء وغيرهم من البقاع وغيرها على أحسن تقويم، ويسفل من يشاء من ذلك كله إلى أسفل سافلين.


الصفحة التالية
Icon