ومن سورة المدثر
(المدثر) هو النبي - ﷺ - والمعني فيه ما تقدم وفائدة أخرى وهو الاجتهاد في الإنذار فإن من أمثالهم النذير العريان لأن المجتهد في إنذاره بتجرد من ثوبه ويشير به (فإذا نقر في الناقور) هو النفخة الثانية وقيل الأولى (ومن خلقت وحيداً) هو الوليد بن المغيرة أي وحيداً في رياسته ووحيداً من المال ثم رزقه (مالاً ممدوداً) هو ما كان له من صنوف المال من زرع وضرع وتجارة وقيل غلة شهر وقيل ألف مثقال وقيل أربعة آلاف وقيل تسعة آلاف (وبنين شهودا) هم سبعة الوليد وخالد وعمارة وهشام والعاص وقيس وعبد شمس وقيل عشرة وقيل ثلاثة عشر لا يفارقونه لتكسب لغناهم بنعمة أبيهم (سارهقة صعوداً) هي عقبة في النار يصعد فيها سبعين خريفاً ثم هوى (عليها تسعْ عشر) هم ملائكة يلون أمرها كالنقباء وقيل تسعة عشر صفاً وقيل تسعة عشر صنفاً (الذين في قلوبهم) هم المشاكون من أهل مكة (والكافرون هم القاطعون) هم القاطعون بكذبة وقيل هم المنافقون والكافرون أهل مكة وعلى هذا يكون أخباراً بما ستكون لأن السورة مكية (إلا أًصحاب اليمين) هم الآخذون كتبهم بأيمانهم لأنهم فكوا رهنهم وقيل هم أطفال المؤمنين لأن أعمالهم لا يرثهن بها وأيد ذلك بقولهم ما سلككم في سقر لأنهم ولدان لم يعرفوا موجب دخول النار وقيل هم الملائكة (من قسورة) هي جماعة الرماة وقيل هو الأسد فعولة من القسر وهو القهر والغلبة (صحفاً منشوراً) هو ما اقترحوه في قولهم حتى ينزل علينا كتاباً نقرأه.


الصفحة التالية
Icon