ومن سورة النصر إلى الناس
(نصر الله) هو نصر الله نبيه على قريش وقيل على العرب (والفتح) هو فتح مكة (ورأيت الناس) هم قبائل العرب وقيل أهل اليمن (أبو لهب) اسمه عبد العزى ولذلك عذل إلى كنيته أو لمناسبة حاله في النار وكني بذلك لتلهب وجنتيه وإشراقهما (وامرأته حمالة الحب) هي أم جميل بنت حرب بن أمية كانت تحمل الشوك والحسك فتضعه في طريق النبي - ﷺ - لتعقره وقيل كانت مع كثرة مالها تحمل الحطب بخلاً وفيه مناسبة حاله في النار وقيل كانت تمشي بالنميمة (الفلق) هو الصبح لأن الليل يفلق عنه فهو بمعنى مفلوق وقيل هو كلما فلقه الله من خلق ونوى وقيل هو واد وجب في جهنم (من شر ما خلق) هو عام في كل شر من كل صنف وقيل هو إبليس لأنه شر كل مخلوق (ومن شر غاسق) هو الليل إذا أظلم وقب أي عم ظلامه لأن ثب الشر منه أكثر وقيل هو القمر إذا امتلأ ووقب أي إنكسف وقي هو إبليس (النفاثات) هن النفوس أو الساحر أو النساء والعقد هي التي عقدها بنات لبيد بن أعظم اليهودي حين سحر بها النبي - ﷺ - وكانت إحدى عشرة عقدة في وتر ومشاطة ومشط وصورة من عجين فيها إبر مغروزة وجعلت في بئر يقال لها بئر ذروان فبعث علياً والزبير وعمار فاستخرجوه وشفاه الله تعالى (الوسواس الخناس) هو الشيطان يوسوس لأن آدم إذا اعتقل ونحس إذا ذكر الله تعالى (من الجنة والناس) لقوله شياطين الأنس والجن وقيل هو متعلق بيوسوس أي يوصل وسوسته من جهة الجن ومن جهة الإنسان (قال شيخنا المصنف ينفع الله ببركاته) واشركني في مقالته وإنا نعوذ بالله وكلماته التامات من وسوسته مطلقاً ومن كل شر في دين أو بدن أو نعمة منحها الله تعالى متوسلاً إليه به وبنبيه في ذلك وفيما يقرب إليه خير خاتمه خير في عافية الحمد لله رب العالمين وحسبي الله ونعم الوكيل وصلي الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين.


Icon