تفسير سورة الأنبياء
الغفلة عن الحساب
كثير من الناس غافل عن المستقبل ومخاطره، ولا ينتظر ولا يفكر إلا في حاضره، بل قد يتغافل عن الماضي لنفسه أو لغيره، وهذا دليل القصور والعجز وقلة الوعي والإدراك، فإن النابه اليقظ هو الذي يحسب للمستقبل ألف حساب، ولا يغفل عما قد يتعرض له من مخاطر واحتمالات. وهذا ينطبق على مسألة الغفلة عن الحساب يوم القيامة، فالناس في لغو ولهو وطرب وهوى لا يفكرون في الآخرة، لذا أنذرهم القرآن، وحذّرهم من مسئوليات الحساب الأخروي، فقال الله تعالى في مطلع سورة الأنبياء المكية:
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ١ الى ٦]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤)
بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (٥) ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦)
«١» «٢» «٣» [الأنبياء: ٢١/ ١- ٦].
نزلت الآية الأخيرة كما يلي:
أخرج ابن جرير الطبري عن قتادة قال: قال أهل
(١) قرب ودنا. [.....]
(٢) بالغوا في إخفاء تناجيهم.
(٣) أخاليط أحلام.


الصفحة التالية
Icon