متن، ص : ٣٠٨
ومن السورة التي يذكر فيها «محمد» صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم
[سورة محمد (٤٧) : آية ٤]
فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤)
قوله سبحانه : فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها [٤] وهذه استعارة. والمراد بالأوزار هاهنا الأثقال، وهى آلة الحرب وعتادها، من الدروع، والمغافر، والرماح، والمناصل وما يجرى هذا المجرى، لأن جميع ذلك ثقل على حامله، وشاقّ»
على مستعمله.
وعلى هذا قول الأعشى.
وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالا وخيلا ذكورا «٢»
ومن نسج داود موضونة تساق مع الحي عيرا فعيرا
والمراد بذلك فى الظاهر : الحرب، وفى المعنى : أهل الحرب، لأنهم الذين يصحّ وصفهم بحمل الأثقال ووضعها، ولبس الأسلحة ونزعها.
[سورة محمد (٤٧) : آية ٢١]
طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٢١)
وقوله سبحانه : فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ [٢١].
وهذه استعارة، لأن العزم لا يوصف بحقيقته إلا الإنسان المميز الذي يوطّن النفس على فعل الأمر قبل وقته، عقدا بالمشيئة على فعله. فيصح أن يسمّى عازما عليه،

(١) فى الأصل «و ساق» بالسين المهملة. وهو تحريف.
(٢) فى «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبى ج ١٦ ص ٢٢٩، روى البيتان هكذا :
وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالا وخيلا ذكورا ومن نسج داود يحدى بها على أثر الحي عيرا فعيرا وفى الديوان ص ٩٩، روى البيتان كما فى رواية الشريف الرضى هنا.


الصفحة التالية
Icon