متن، ص : ٣٦٧
وقوله سبحانه : فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ [١١] استعارة أخرى.
[سورة البلد (٩٠) : الآيات ١٣ الى ١٤]
فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤)
وفسّر تعالى المراد بالعقبة فقال : فكّ رقبة أو أطعم فى يوم ذى مسغبة [١٣، ١٤] الآية.
وقرىء فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ «١» فشبه سبحانه هذا الفعل - لو فعله الإنسان - باقتحام العقبة، أي صعودها أو قطعها. لأن الإنسان ينجو بذلك كالناجى من الطريق الشاق، إذا اقتحم عقبته، وتجاوز مخافته. وحسن تمثيل هذا الفعل هاهنا بالعقبة لما شبّه سبحانه سبيلى الخير والشر بالنّجدين اللذين هما الطريقان الواضحان والعقاب «٢» إنما تكون فى طريق السالكين، وسبيل المسافرين. وعليها يكون بهر الأنفاس، وشدة الضغاط والمراس.
ومن السورة التي يذكر فيها «الضحى»
[سورة الضحى (٩٣) : الآيات ١ الى ٢]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢)وقوله تعالى : وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى [١، ٢] وهذه استعارة. ومعنى سجى، أي سكن. والليل لا يسكن، وإنما تسكن حركات الناس فيه، فأجرى سبحانه صفة السكون عليه لما كان السكون واقعا فيه. وقد مضى الكلام على نظائر ذلك.
ومن السورة التي يذكر فيها «الانشراح»
[سورة الشرح (٩٤) : الآيات ١ الى ٣]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣)وقوله سبحانه : أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ [١، ٢، ٣] وهذا القول مجاز واستعارة، لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلم لا يجوز أن ينتهى عظم ذنبه إلى حال إنقاض الظّهر، وهو صوت تقعقع العظام من ثقل
وتكون كلمة «رقبة» مجرورة على أنها مضاف إليه.
(٢) العقاب أي العقبات.