أساس كل معاملة شريفة أعني قاعدة الصدق والأمانة جعلنا الله من أهل الصدق والأمانة آمين.
المقصد الرابع من مقاصد السورة
[ ذكر الوازع والنازع الدينى الذى يبعث على ملازمة تلك الشرائع ويعصم عن مخالفتها ]
في آية واحدة في الآية السابقة
انتهت مهمة الأحكام التفصيلية عند الحد الذي أراد الله بيانه في هذه السورة وبها ختم الشطر الثاني من الحقيقة الدينية وهو شطرها العملي بعد أن أرسى شطرها الاعتقادي في الآي وما بعدها وهكذا تناول البيان حتى الآن حقائق الإيمان شرائع الإسلام هل بقي في بنيان الدين شيء فوق هذه الأركان نعم لقد بقيت ذروته العليا وحليته الكبرى بعد الإيمان والإسلام بقي الإحسان وهو كما فسره صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه أن تراقب الله في كل شأنك وأن تستشعر مشاهدته لك في سرك وإعلانك وأن تستعد لمحاسبته لك حتى على ذات صدرك ودخيلة نفسك مطلب عزيز لا يطيق الوفاء به كل مؤمن ولا كل مسلم وإنما يحوم حول حماه صفوة الصفوة من المتقين وكأنه لعزة هذا المطلب ونفاسته صان الله درته اليتيمة في هذه الآية الواحدة التي توج بها هامة السورة ﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ﴾.
الخاتمة
[ فى التعريف بالذين استجابوا لهذه الدعوة الشاملة لتلك المقاصد، وبيان ما يرجى لهم فى آجلهم وعاجلهم ]
في آيتين اثنتين والآن وقد تناول البيان أركان الدين كلها وألم بعناصره جميعها الإيمان والإسلام والإحسان لم يبق بعد تمام الحديث إلا طي صحيفته وإعلان ختامه