صحيح أنه قد تختلف وجهات النظر في تقيد اسم أو إطلاقه لكن ما نؤكده الآن أن قول النبي ﷺ :(إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا) يدل على وجود تسعة وتسعين ٩٩اسما مطلقا، وكذلك تسعة وتسعون (١٠٠-١= ٩٩) اسما مقيدا وردت بنصها في الكتاب والسنة، ولعل الباب أصبح مفتوحا الآن أما الباحثين للتأكد من ذلك، فإن كان توفيق فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وأسأل الله أن يغفر لنا إن نسينا أو أخطأنا.
وكتبه د/ محمود عبد الرازق الرضواني
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك خالد (سابقا)
===============
أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة
إعجاز نبوي جديد بتقنية الحاسوب
أكتشفه الدكتور محمود عبد الرزاق الرضواني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فقد أمرنا الله عز وجل في غير موضع من كتابه أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: ١٨٠]، وقال: (قُل ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء: ١١٠]. لكن السؤال الذي يطرح نفسه على أهل العلم منذ زمن طويل: ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها ؟ وكيف ظهرت الأسماء المشهورة التي يعرفها ملايين المسلمين حتى الآن ؟ وهل هذه الأسماء سمى الله نفسه بها أو سماه رسوله ﷺ ؟
• المتفق علي ثبوته هو الإشارة إلى العدد تسعة وتسعين.
إن المتفق علي ثبوته وصحته عن رسول الله ﷺ هو الإشارة إلى العدد تسعة وتسعين الذي ورد عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ). لكن لم يثبت عن النبي ﷺ أنه عين الأسماء الحسنى التسعة والتسعين أو سردها في نص واحد، وهذا أمر لا يخفى على العلماء الراسخين قديما وحديثا والمحدثين منهم خصوصا، إذاً كيف ظهرت الأسماء التي يحفظها الناس منذ أكثر من ألف عام !.
• ثلاثة من رواة الحديث اجتهدوا في جمع الأسماء الحسنى.
في نهاية القرن الثاني ومطلع القرن الثالث الهجري حاول ثلاثة من رواة الحديث جمعها باجتهادهم، إما استنباطا من القرآن والسنة أو نقلا عن اجتهاد الآخرين في زمانهم، وكان الأول منهم وهو أشهرهم وأسبقهم الوليد بن مسلم مولى بني أمية (ت: ١٩٥هـ) وهو عند علماء الجرح والتعديل كثير التدليس في الحديث، والثاني هو عبد الملك الصنعاني وهو عندهم ممن لا يجوز الاحتجاج بروايته لأنه ينفرد بالموضوعات، أما الثالث فهو عبد العزيز بن الحصين وهو ضعيف ذاهب الحديث كما قال الإمام مسلم، هؤلاء الثلاثة اجتهدوا وجمع كل منهم قرابة التسعة والتسعين اسما ثم فسر بها الحديث المجمل في الصحيحين.
• إحصاء الوليد بن مسلم اشتهر منذ أكثر من ألف عام.
لكن ما جمعه الوليد بن مسلم هو الذي اشتهر بين الناس منذ أكثر من ألف عام فقد جمع ثمانية وتسعين اسما بالإضافة إلى لفظ الجلالة وهي: الرَّحمنُ الرَّحيمُ المَلِك القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّر الخَالِقُ البَارِيءُ المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الفتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدْلُ اللّطِيفُ الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ المُجِيبُ الْوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَق الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ الأوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِي المُتَعَالِي البَرُّ التَّوَّابُ المنتَقِمُ العَفُوُّ الرَّءوف مَالِكُ المُلْكِ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُور.
• الأسماء التي ذكرها الوليد للناس لم تكن متطابقة


الصفحة التالية
Icon