بشكل عام: لا يوجد في القرآن الكريم أيّ لفظ مما يُسحيى مِن ذكره، أو قراءته أمام الصغار وطلاب المدارس كما هو في كتبهم المقدسة.. ومنها ما ورد في الإصحاح السابع من سفر نشيد الانشاد: " (١) ما أجمل رجلَْك بالنعلَين يَا بنت الكريم! دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يديْ صناع.. ما أجملك وما أحلاكِ أيتهَا الحبيبة باللذاتِ!(٧) قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياكِ بالعناقيد.(٨) قلت: إني أصعد إلى النخلةِ وأمسك بعذوقها. وتكون ثدياك كعناقيدِ الكرمِ ورائحة أنفكِ كالتفاح وحنككِ كأجود الخمرِ... ". يستحيل أن يكون هذا من كلام رب يستحق العبادة..
وكذلك ما ذكر في سفر الأمثال [٧/١٦] حين تقول زانية متزوجة لرجل: " بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. هلم نرتو ودًا إلى الصباح. نتلذذ بالحب. لأن الرجل ليس في البيت ".
وسبقه تغزل بثدي المرأة !! يقول كاتب سفر الأمثال [٥/١٨]: " وافرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية، ليروك ثدياها في كل وقت ! ".
والتشبيه الأشد غرابة، هو ما ورد في سفر حزقيال [٢٣/١٩] حول زانية تدعى أهوليبا: " فأكثرت [أهوليبا] زناها بذكرها أيام صباها التي فيها زنت بأرض مصر وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل ".
وانظر إلى التعليمات المذكورة في سفر راعوث [٣/٤]: " ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعلمين ".
وما هذا الفعل الغريب للملك داود ؟ فقد ذكر كاتب سفر صموئيل الأول [١٨/٢٥] أنه حين طلب الزواج بابنة شاول الملك، اشترط شاول عليه أن يكون المهر ١٠٠ غلفة[٨] !! وغير ذلك كثير.. فهل بعد هذا كله يزعمون أن كتابهم المقدس أكثر أدباً من القرآن الكريم، وأبلغ في إيصال المعنى المراد بلا فحش ؟!
==============
ألفاظ القرآن ومعانيه من أسرار الإعجاز البياني
ـ ترتيب حروف القرآن وتناسق كلماته من أسرار إعجازه البياني
ـ الوحي إلى النبيين بطريقة خفية لا يشعر من حولهم بما أوحي إليهم
ـ على دارسي العلوم التطبيقية جعل القرآن محور دراستهم
لعلك إذا قلبت النظر بين ألفاظ القرآن ومعانيه تجد إعجازه يشع عليك منهما معا، فتترتب حروفه بمالها من صفات وإيحاءات وتناسق كلماته بما لها من شعاع يتألق من رصفها وترتيبها وتساوق المعاني التي تسابق إلى النفس وقع ألفاظها في السمع كل ذلك من أسرار الإعجاز البياني في القرآن فقد قدر في ترتيب حروفه مخارجها ونبراتها وصفاتها وما يوحي به كل حرف من أثر في النفس كما قدر في ترتيب الكلمات التناسق العجيب بحيث تكون كل كلمة منها لقف أختها فلا تجد ما بينها ما ينبو عنه السمع أو ينفر منه الطبع، وما أجمل وصف الأستاذ الرافعي لحروف القرآن إذ وصف كل حرف منها بأنه يمسك الكلمة ليمسك بها الجملة، وما أروع المثل الذي ضربه للقرآن حيث جعل مثله مثل نظام الكون في ترتيبه الدقيق وتناسقه العجيب بكل ما فيه من الذرة إلى المجرة،
وسوف نوال في سلسلة من الاجزاء.
وإذا كان الأستاذ الرافعي يراعي في هذا المثل الشبه بين نظام القرآن ونظام الكون في تناسقهما فإن هناك وجها آخر للشبه بينهما وهو ما يستجلي بين حين وآخر من أسرار آيات الله الكونية وآياته القرآنية سواء ما يتعلق ببيان القرآن المعجز أو معانيه الباهرة ولنعد إلى ذكر بعض الأمثلة لما ذكرنا....


الصفحة التالية
Icon