(٧٠) سورة المعارج
سميت هذه السورة في كتب السنة وفي "صحيح البخاري" و "جامع الترمذي"، وفي "تفسير الطبري" وان عطية وابن كثير "سورة سأل سائل". وكذلك رأيتها في بعض المصاحف المخطوطة بالخط الكوفي بالقيروان في القرن الخامس.
وسميت في معظم المصاحف المشرقية والمغربية وفي معظم التفاسير "سورة المعارج". وذكر في "الإتقان" أنها تسمى "سورة الواقع".
وهذه الأسماء الثلاثة مقتبسة من كلمات وقعت في أولها، وأخصها بها جملة ﴿سَأَلَ سَائِلٌ﴾ [المعارج: ١] لأنها لم يرد مثلها في غيرها من سور القرآن إلا أنها غلب عليها اسم "سورة المعارج" لأنه أخف.
وهي مكية بالاتفاق. وشذ من ذكر أن آية ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ﴾ [المعارج: ٢٤] مدنية.
وهي السورة الثامنة والسبعون في عداد نزول سور القرآن عند جابر بن زيد نزلت بعد سورة الحاقة وقبل سورة النبأ.
وعد جمهور الأمصار آبها أربعا وأربعين. وعدها أهل الشام ثلاثا وأربعين.
أغراضها
حوت من الأغراض تهديد الكافرين بعذاب يوم القيامة، وإثبات ذلك اليوم ووصف أهواله.
ووصف شيء من جلال الله فيه، وتهويل دار العذاب وهي جهنم. وذكر أسباب استحقاق عذابها.
ومقابلة ذلك بأعمال المؤمنين التي أوجبت لهم دار الكرامة وهي أضداد صفات الكافرين.
وتثبيت النبي - ﷺ -. وتسليته على ما يلقاه من المشركين.
ووصف كثير من خصال المسلمين التي بثها الإسلام فيهم، وتحذير المشركين من استئصالهم وتبديلهم بخير منهم. (١)
مناسبتها لما قبلها
كان مما تحدثت عنه آيات سورة « الحاقة » ما يلقى الكافرين من عذاب ونكال يوم القيامة.. وأنهم يسحبون فى سلاسل إلى النار، ويسجرون فيها، ثم يطعمون غسلينها وزقومها..
وهذا الحديث عن النار، وما يلقى فيها المكذبون بآيات اللّه وبرسل اللّه، من عذاب وهوان ـ هذا الحديث لا يلقى من المشركين إلا الهزء والسخرية، والتحدّى، لأنهم لا يؤمنون بالبعث.. ومن ثم فلا