(٨٢) سورة الانفطار
سميت هذه السورة "سورة الانفطار" في المصاحف ومعظم التفاسير.
وفي حديث رواه الترمذي عن ابن عمر قال قال رسول الله - ﷺ - "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت". قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقد عرفت ما فيه من الاحتمال في أول سورة التكوير. وسميت في بعض التفاسير "سورة إذا السماء انفطرت" وبهذا الاسم عنونها البخاري في كتاب التفسير من "صحيحه". ولم يعدها صاحب "الإتقان" مع السور ذات أكثر من اسم وهو الانفطار.
ووجه التسمية وقوع جملة ﴿إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ﴾ [الإنفطار: ١] في أولها فعرفت بها.
وسميت في قليل من التفاسير "سورة انفطرت"، وقيل تسمى "سورة المنفطرة" أي السماء المنفطرة.
وهي مكية بالاتفاق.
وهي معدودة الثانية والثمانين في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة النازعات وقبل سورة الانشقاق.
وعدد آيها تسع عشرة آية.
أغراضها
واشتملت هذه السورة على: إثبات البعث، وذكر أهوال تتقدمه.
وإيقاظ المشركين للنظر في الأمور التي صرفتهم عن الاعتراف بتوحيد الله تعالى وعن النظر في دلائل وقوع البعث والجزاء.
والأعلام بأن الأعمال محصاة. وبيان جزاء الأعمال خيرها وشرها.
وإنذار الناس بأن لا يحسبوا شيئا ينجيهم من جزاء الله إياهم على سيء أعمالهم. (١)
مناسبتها لما قبلها
هذه السورة الكريمة، هى على شاكلة سابقتها « التكوير ».. كل منهما حديث عن يوم القيامة وإرهاصاتها.. فكان جمعهما فى هذا السياق من جمع النظير إلى نظيره، ليتأكد ويتقرر فى الأذهان.. (٢)
مقدمة وتمهيد

(١) - التحرير والتنوير لابن عاشور - (٣٠ / ١٥٠)
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٥ / ١٤٧٨)


الصفحة التالية
Icon