وهي محكمة عند الناس كلهم، إلا في قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فإنه قال فيها: آية منسوخة، وهي قوله تعالى: (وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَهِ لا تُحصوها). هذا محكم، والمنسوخ قوله تعالى: (إِنَّ الإِنسانَ لَظلومُ كَفّارٌ).
نسخت بقوله: (وَإِن تُعدّوا نِعمَةَ اللَهِ لا تُحصوها إِن اللَهَ غَفورٌ رَحيمٌ).
سورة الحجر
نزلت في مكة.
تحتوي من المنسوخ على خمس آيات: الآية الأولى: قوله تعالى: (ذَرهُم يَأكُلوا وَيَتَمَتَّعوا).
نسخت بآية السيف.
الآية الثانية: قوله تعالى: (فَاِصفَحِ الصَفحَ الجَميل).
نسخت بآية السيف.
الآية الثالثة: قوله تعالى: (لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ).
هذا قبل أن يؤمر بالقتال، ثم صار ذلك منسوخا بآية السيف.
الآية الرابعة: قوله تعالى: (وَقُل إِنّي أَنا النَذيرُ المُبين).
نسخ معناها - لا لفظها - بآية السيف.
الآية الخامسة: قوله تعالى: (فَاِصدَع بِما تُؤمَرُ) هذا محكم.
وهذه الآية نصفها منسوخ، فالمنسوخ قوله تعالى: (وَأَعرِض عَنِ المُشرِكين).
نسخ المنسوخ منها بآية السيف.
سورة النحل
نزلت من أولها إلى رأس أربعين آية بمكة، ومن رأس الأربعين إلى آخرها نزلت بالمدينة.
وتحتوي من المنسوخ على أربع آيات: الآية الأولى: قوله تعالى: (وَمِن ثَمَراتِ النَخيلِ وَالأَعنابِ تَتَّخِذونَ مِنهُ سَكَراً وَرِزقاً حَسَناً). أي وتقولون عنه الرزق الحسن.
وهذه الآية ظاهرها ظاهر تعداد النعمة، وباطنها توبيخ وتعبير.
نسخت بالآية التي في سورة المائدة وهي قوله تعالى: (يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا إِنَّما الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالإِزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَيطانِ فَاِجتَنِبوه لَعَلَّكُم تُفلِحون).
وموضع التحريم قوله تعالى: (فَاِجتَنِبوه).
وقيل: موضع التحريم قوله: (فَهَل أَنتُم مُنتَهون).
الآية الثانية: قوله تعالى: (فَإِن تَوَلّوا فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ). نسخت بآية السيف.
الآية الثالثة: قوله تعالى: (مَن كَفَرَ بِاللَهِ مِن بَعدِ إيمانِه) ثم استثنى: (إِلّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مَطمَئِنٌ بِالإيمانِ).
نسخها آخرها، ويقال: آية السيف.
وقيل: نزلت في فقراء المسلمين، كان المشركون يعذبونهم، ثم نسخها بقوله: (إِلّا المُستَضعَفينَ مِنَ الرِجالِ وَالنِساءِ وَالوِلدانِ).
الآية الرابعة: قوله تعالى: (اِدعُ إِلى سَبيلِ ربِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالتَّي هِيَ أَحسَنُ). منسوخ، نسختها آية السيف.
الآية الخامسة: قوله تعالى: (وَاِصبِر) نسخ الصبر بآية السيف.
سورة بني إسرائيل
نزلت بمكة، إلا أية منها فإنها نزلت بالمدينة.
وتحتوي من المنسوخ على ثلاث آيات: الآية الأولى: قوله تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاه) إلى قوله (وَقُل رَبّي اِرحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرا) فإنها نسخ بعض معاني ألفاظها: فقال: بعض المفسرين: نسخ من دعائها أهل الشرك.
فقوله تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إَيّاهُ) هذا محكم.
وقوله تعالى: (وَبِالوالِدَينِ إِحساناً) هذا واجب، إلى قوله: (فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولاً كَريماً).
هذا في أهل القبلة وفي غير أهل القبلة.
وكذلك قوله: (وَاِخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَحمَةِ وَقُل رَبِّ اِرحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرا).
يقول: إذا بلغا من الكبر، فوليت من أمرهما ما كانا يليات من أمرك في حال الصغر، فلا تقل لهما عند ذلك: (أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما).
وذلك: أن جميع الآيتين معانيهما في أهل الشرك، إلا إذا مات الأبوان على الشرك، فليس للولد أن يترجم عليهما ولا يدعو لهما.
الآية الثانية: قوله تعالى: (رَبُّكُم أَعلَمُ بِكُم إِن يَشَأ يَرحَمكُم وَإِن يَشَأ يُعَذِّبكُم وَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم وَكيلاً).
نسختها آية السيف.
الآية الثالثة: (قُل اِدعوا اللَهَ أَوِ اِدعوا الرَحمنَ أَيّاماً تَدعوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسنى) هذا محكم.